من النماذج المحزنة التي فرض علينا آخر الزمن أن نتابع ترهاتها بمناسبة ماوقع في الكركرات مؤخرا، الصحافي أو المعلم (الله أعلم مادام قد تنكر للمهنتين معا) راضي الليلي الذي اشتغل قارئ نشرات إخبارية في القناة الأولى الرسمية لمدة معينة، والذي تحول إلى معارض انفصالي فور أن تمت إحالته على مهنته الأصلية أي التعليم. الليلي في حد ذاته لايهمنا في هذا المقام، فتفاهته أصبحت نكتة يضحك منها الفيسبوك المغربي كله هاته الأيام، لكنه نموذج للمؤلفة جيوبهم الذين يقولون لك كل ماترغب في سماعه إذا ما أغدقت عليهم المال، والذين ينقلبون عليك فور أن تحرمهم من أي امتياز عابر. هؤلاء أخطر علينا من الخطر ذاته،لأنهم لايعيرون للضمير أو الشرف أو الوطنية أو الصدق أدنى اهتمام. هذه الكلمات بالنسبة إليهم شعارات ليس إلا، والأهم المقدس عندهم مصالحهم وامتيازاتهم ومايراكمونه بالنفاق الذي يحترفونه. والمشكلة الأكبر مع هؤلاء هي أن من بيننا من يصنعهم من عدم، ومن يمنحهم الأسماء التي يتاجرون بها، والتي ينقلبون علينا بفضلها فور حرمانهم من تافه الامتيازات. هذا المرتزق - للأسف الشديد- ليس وحيدا، إذ توجد نماذج كثيرة تشبهه في حربائيته وفي اعتبار هذا البلد مجرد بقرة حلوب نغني لها الأناشيد الرديئة عندما نكون مستفيدين، وننقلب عليها إذا ما أزيل لنا ضرع الاستفادة من الأفواه. لأمثال هؤلاء مزبلة في التاريخ جاهزة للاستقبال، وعلى المغاربة الأحرار الحذر الدائم منهم، فهم فعلا أخطر من الخطر بكثير، لذلك جعل لهم الله جل وعلا الدرك الأسفل من النار مستقرا، وأأسماهم سبحانه وتعالى المنافقين...