ابتليت الصحافة بإقليم طانطان بأشخاص لا علاقة لهم بمهنة الصحافة، المهنة النبيلة والشريفة، التي مع الأسف حولوها إلى مهنة للابتزاز وإلاسترزاق، فاختلط الحابل بالنابل كما يقال، وهذا هو حال الصحافة بالاقليم، حيث أن أغلب هؤلاء المرتزقة اعتبروا هذا المجال مهنة من لا مهنة له، إذ استطاعوا بحيلهم ومكرهم أن ينشجوا خيوطهم على عدد من رجال السلطة رؤساء المصالح الحكومية والمستشارين الجماعيين والبرلمانيين. في هذا الزمن الرديء، لا يمكن أن ننتظر صحافة نزيهة وصحافيين نزهاء، موضوعيين ، يحرصون كل الحرص على قول أو كتابة الحقيقة المجردة عن الأهواء والأكاذيب والترهات بحيث أن أشباه الصحفيين، هم من يسيرون بعض الصحف التي تروج في الأسواق، و تنفث سمها على المنابر، و تعيش كالفطريات على حساب الآخرين. أشباه الصحفيين، هم رجال دخلوا الميدان من قبيل الصدفة، وذلك بعد أن عرفوا أن الصحافة تذر دخلا مهما على بعض العينات الموبوءة والمستغلة لموقعها و منابرها، إنهم رجال لا يملكون مؤهلا علميا و لا يدركون الأبجديات الأولى للكتابة و بالتالي يبحثون عن من يكتب لهم مقالاتهم و يتعاملون مع سماسرة لكي يروجوا لكتاباتهم الفاسدة في أوساط تخشى أن يسمع عنها مكروه و تفوح رائحتها. اتخذوا النقابة سترة لضعف مؤهلاتهم، و لازموا المناسبات و المهرجانات لكي يضمنوا حصتهم من الكعكة في مدينة تفشى فيها المنكر و ضاقت بأزقتها العدالة و صاروا هم من يحكمون عالمها بعد أن تطفأ الأنوار. أشباه الصحفيين، رجال بدون مبادئ، يشبهون المراهقين، يتشدقون بكلام تافه، و لا يرحمون لا الرجال و لا النساء من كلامهم، فهؤلاء منهم من شيد بيوتا و منهم من ركب السيارات و منهم من تزوج مرة و اثنتان و ثلاث لكن الغريب كيف و من أين؟ فأصحابنا يتاجرون في مقالاتهم، و يبيعون المعلومة التي هي من حق الجميع، فصاروا يساومون على كتاباتهم أصحاب الأمر، و بدل أن يجسدوا السلطة الرابعة في تنوير الرأي العام، يضعون الأظرفة المشحونة بالأوراق النقدية في جيوبهم بلا عيب أو حشمة و يتركون الناس في دار غفلون، المهم هو كم صار رقم حسابهم و ليس تحسين وضع البلاد.