المسائية العربية مراكش لم يكن الصحفيون الشرفاء، والغيورون على مهنة المتاعب يوما أبواقا رخيصة لمافيات الفساد بمراكش، ولا أداة تستخدم ضد رجال الامن أو غيرهم من حماة الوطن، الصحفيون الشرفاء كانوا دائما وما زالوا الصوت المسموع الذي يدق ناقوس الخطر، و يفضح ما يجري داخل تلك الملاهي الليلية والعلب الحمراء و المواخير من استهلاك و ترويج لكل انواع المخدرات، وتشجيع للدعارة والرديلة واللواط، وتبييض للأموال، وغيرها من الموبقات التي تضرب في العمق القيم الاخلاقية والدينية.. نقول لسيادة المسؤول الامني الذي يتحدث من وراء ستار، لسنا أولئك الذين يتخذون الصحافة وسيلة للاسترزاق والتسول ، ولسنا ممن يعشق المس بأعراض الناس، ونهش لحومهم، ولا من مختلقي الحكايات والقصص الخيالية من أجل تصفية الحسابات مع أي كان، ولا سياطا في يد جلادين يصفع بعضهم بعضا.. نحن نؤمن بأخلاقية المهنة، وبشرفها، وندرك معنى الحمل الثقيل الذي تحملنا وما زلنا نتحمل مسؤوليته، الدافع الاساس حب الوطن، وحب مراكش، المدينة التي استطاعت ان تسحر بحبها الغرباء و الاجانب، فما بالك بأبنائها والمقيمين فيها.علما أن حب الوطن وحب المدينة هما خطان متوازيان، لا يتقاطعان ولا يجور أحدهما على الآخر، والأمن والصحافة هما جزء من الوطن، ومن يريد أن يوقع بينهما العداوة والبغضاء، ويشكك في نبل رسالتهما وحسن طويتهما فهو واهم، وكأنه يسبح في ماء عكر، لن ينال منه إلا النثانة و القذارة. من حق الصحفي والمراسل أن يبحث عن الخبر ويلهث وراءه، فهو عين المجتمع التي من خلالها يطلع المواطنون على ما يجري من أحداث وأخبار ، وقد يخطئ من يعتقد أنه سيوجه الإعلام للكتابة في هذا الموضوع، وتحذيره من الكتابة في موضوع آخر، وإذا تحقق ذلك، فلنقم صلاة الجنازة على الصحافة والصحفيين، ولنترحم على حرية التعبير والاعلام،ولندع الله ان يستبدل أشرار الامة بأخيارها.. وهنا وجب التنبيه إلى أننا حين نتحدث عن الصحفيات والصحفيين الشرفاء وعن الصحافة، فإننا نعني ما نقول، ولا محل للاعراب للأقلام المأجورة، والمتطفلين ومنتحلي الصفة، ممن وجدوا الأبواب مشرعة فأخذ بعضهم يعزف أوثار " العام زين"، والبعض الآخر، أطلق العنان للقلم لكتابة الترهات ..، علما أن من هؤلاء من يتوفر على وصل إيداع قانوني بإصدار جريدة أو مجلة، وبطاقة صحافة محلية، و لا يستطيع قراءة جملة مفيدة، وبالأحرى أن تملي عليه إملاء أو يكتب مقالا، نفس الامر بالنسبة لرجال الأمن، فمنهم الشرفاء الذين يستحيل أن يخونوا أماناتهم، أو يقدموا على فعل يعاقب عليه القانون، ومنهم من يلهث وراء مصالحه الخاصة ومن أجلها مستعد لوضع يده في يد الشيطان ، ولو على حساب تلطيخ سمعة جهاز بكامله....