أينما حللت وارتحلت ،وحيثما وقعت عيناك على صفحات جريدة أو موقع إلكتروني إلا وتجد اسما من أسماء الصحافين الذين بمجرد قراءة إسمهم كاملا ، مختصرا أو طريقة صياغة الموضوع إلا ويقشعر بدنك وتعرف مضمون النص الذي أنت بصدد قراءته،لأنك تعرف مسبقا صاحبه وماذا يكتب ،وقد تعددت هذه الحالات التي قرأت عنها أو التقيتها صدفة أو ربما عايشتها بازيلال ،بني ملالوخريبكة،رأيت صحفيين او مراسلي صحف ومواقع يتشدقون في الكلام ويتفلسفون في مقالاتهم ،يطبلون للمسؤولين ،ينمقون الكلام ،يلبسونه لباسا لا يستحقه ،مراسلون عديدون سأكتفي بأمثلة على ذلك. ففي أزيلال عرف أذناب السلطة و جوق العمالة ،يعملون كأعضاء فرقة شعبية تحت غطاء مراسلين ،يتسارعون في سيارات العمالة والمصالح الخارجية الاخرى،معهم أينما حلوا وارتحلوا،واضعين أنفسهم رهن إشارة من يدفع ،والأسبقية لمن يكون سخيا معطاء ،يتسابقون في النزول من السيارة لأخذ الصور كلما رافقوا عامل الإقليم أو مسؤولا آخر،لم يقتصروا على ذلك فقط ،بل يخرجون النص عن مضمونه ،ليجعلوا من العامل و...بطل الحدث ومحور الخبر،يتغاضون عن أخطائهم وينقلون فتات الخبر،ودليلي هو ما وقع بآيت امحمد يوم قدم العامل للحديث مع الآباء بخصوص الثانوية التأهيلية ،حيث قال لهم بالحرف" اللي بغا يقري ولدو يقريه واللي مابغاش شغلو هاداك"،لكن عوض الأمانة ونقل الخبر بالحرف ،حاد المراسل عن الموضوع وراح يسبح في بحر آخر ،يغترف منه الكلمات ويصطاد منه الجمل ،يمجد ويطبل للسيد العامل بأنه أشرف على توزيع المحفظات والكتب على التلاميذ،هذا أولهم أما ثانيهم فقد تجرد من كل الأخلاق وقصد رئيس جماعة قروية بازيلال ،ساومه على 2500 درهم مقابل إجراء حوار ،المراسل "يعمر الجيب "والرئيس تلمع صورته ،أما أحدهم فقد أعطى لنفسه صفة مراسل ،دون أن نقرا له و لو خبرا أو مقالا،اختص في التعاليق الجارحة في حق زملائه ،وزرع الفتنة والتفرقة بينهم ،استعمل كل الأسماء المستعارة ليفجر مكبوثاته الدفينة اتجاه الآخرين . أما بني ملال فبعض مراسلي الصحف الوطنية امتهنوا الاسترزاق بالأخبار من المسؤولين عوض فضح هؤلاء ،ذاقوا حلاوة الأظرفة المالية واستطابوا لحم كبش العيد كل سنة ،رضوا بالحرام ،باعوا أقلامهم ببضع دراهم ،خانوا الأمانة ورضوها للوطن ،في حين سجن رشيد لانه فضح من يقبل أيديهم خونة السلطة الرابعة. وبخريبكة ،طفت ظاهرة الأظرفة والإكراميات ،فاحت رائحة شواء اللحم الذي يوضع على الولائم ،بدأ فيروس" أنت ديالنا،اللي خاصاك مرحبا،المهم كتب اللي نكولو ليك ،وماتكتب شي حاجة حتى تشاور معانا..."، فكان تزييف الحقائق وتضخيمها في بعض الأحيان،معالجة الموضوع من زاوية ترضي "صحاب الحال" ولو على حساب السلطة الرابعة وما تقتضيه من الحياد،وسأعطي مثالا،فأحد المراسلين تناول موضوع محاكمة معتقلي الكرامة والتهم المتابعين بها دون أن يتطرق لاعتصام عائلاتهم امام المحكمة ،أضف لذلك تحريف معطيات الأحداث الأخيرة ببوجنيبة ،خريبكة وحطان واقتصاره على التخريب والشغب دون أن يتناول الموضوع بكامله من حيث تدخل قوات الامن واستفزازها للمحتجين بكلمات نابية في حقهم وحق ذويهم. هؤلاء المرتزقة ،تراهم يتهافتون على التطبيل للمسؤولين بخريبكة في الصباح والمساء ،بالليل والنهار ،التملق شعارهم والتسول حرفتهم. هذا فيض من خاطر ،وعينات من واقع مرير،بدأ يتلوث بأفعال مشينة يقوم بها أناس يعدون على رؤوس الأصابع ،حيث يبقى الآخرون من المراسلين والكتاب فوق رؤوسنا ،هم أساتذتنا ،متعففون ،كتاباتهم رأس مالهم ،يستدينون ولا يرضون أن يمدوا أيديهم ،لأنهم يعرفون أن كرامة الكاتب والصحفي في قلمه وماهو مقتنع به،فأطال الله في عمر كاتبنا الكبير وأستاذنا عبد الرحمان مسحت الذي قال لي بالحرف :"أستدين ولا أمد يدي لأحد،لأن كرامتي في كتاباتي ،وكتاباتي كنز لا يفنى ولا تقدر بثمن".