في سبتمبر 2020 ستكون قد مرت أربعون سنة كاملة على إطلاق إذاعة بحر الأبيض المتوسط الدولية ميدي1 لبرامجها في المشهد الإعلامي، وبث موادها الإعلامية عبر الأثير، في اتجاه مختلف البلدان الناطقة بالعربية والفرنسية في حوض البحر الأبيض المتوسط. ففي سبتمبر 1980 كان موعد المغاربة مع نموذج إعلامي فريد من نوعه في البلد، ذي توجه إخباري عام، وذي بُعد جهوي ودولي. وقد تمكن حذا النموذج في ظرف قصير من فرض أسلوبه، وإحداث طفرة نوعية في الفضاء الإذاعي الوطني والمغاربي. وبعد رُبع قرن من النجاح والإنجازات الإعلامية التي حظيت بمتابعات عالية، واستقطبت اهتمام عدد كبير من المستمعين في المغرب وباقي البلدان المغاربية، بادر مؤسسو إذاعة ميدي1 بخلق قناة "ميدي1 سات" التلفزية، على نمط النموذج الإذاعي الذي تبناه راديو ميدي1 منذ تأسيسه. وبعد أربعة عقود من العمل الجاد والدؤوب، وإزاء التحديات الإعلامية التي تفرضها المرحلة، وجدت إذاعة ميدي1 نفسها ملزمة بأن تضع مخططا جديدا لتطوير الفضاء الذي يشتغل داخله العاملون فيها، خصوصا أن المقر الحالي للإذاعة، لم تعد تسمح مساحته ولا تصميمه الهندسي بمواكبة طموح الإذاعة، حيث بدا أن هناك حاجة مُلحة للفرق العاملة في الإذاعة، بالعمل في فضاء أكثر اتساعا، ومتلائم أكثر مع الواقع الذي تتطلبه الهيكلة المتطورة، ومع مخطط التحديث الرقمي الذي تتبناه الإذاعة. وقد عجّلت أزمة كورونا التي يمر منها العالم بالحاجة إلى تطوير فضاء اشتغال الإذاعة، حيث اتضح أن الانضباط لتدابير الوقاية، وما يستلزمه تباعد جسدي ومساحات واسعة، يقتضي توفير مقر جديد للعاملين، بمواصفات حديثة، ويسمح لهم بالعمل في مناخ صحي، ووفق الشروط التي تتيح إمكانية الاشتغال في ظروف مريحة. وهكذا، ستبدأ خلال الدخول الإعلامي المقبل 2020/2021 إذاعة ميدي 1 في بث برامجها انطلاقا من مقرها الجديد في المنطقة الحرة بطنجة، عوض مقرها القديم في رأس المصلى وسط المدينة، داخل جزء فسيح من مقر قناة ميدي1 تيفي. وقد أكد مصدر من إذاعة ميدي 1، أن نقل مقر إذاعة ميدي1 إلى المنطقة الحرة حيث يوجد مقر قناة ميدي1 تيفي، لا يعني على الإطلاق أن هناك دمجا بين الإذاعة والقناة، وأن العاملين في الإذاعة سيظلون محافظين على مكتسباتهم، وعلى كل ما يتعلق بأوضاعهم الاجتماعية.