بمقر الهيئة الكائن بشارع المقاومة بالدارالبيضاء، كان الحزن الذي خيم على الأجواء، واستبد بنفوس أصحاب البذلة السوداء، من أسرة الدفاع المنضوين تحت لواء أكبر هيئة للمحامين بالمغرب. المحامون انخرطوا في حملة التبرع بالدم كانت الوجهة صباح اليوم لعديد من أسرة الدفاع بعاصمة المغرب الاقتصادية مقر هيئتهم، تلبية لنداء الواجب، نداء الوطن الذي أعلن حاجته لكل أبنائه حيثما كانوا، وبأي موقع وُجِدُوا، لكن خبرا أليما نزل عليهم كالصاعقة، عندما علموا أن يد المنون امتدت إلى واحد منهم، لتختطفه وهو في عز الشباب، بعد أن داهم جهازه التنفسي الوباء اللعين، ففتك به، ولم يترك له من فرصة في بقية حياة. رحل المحامي الشاب "منصف أسلاف" إلى دار البقاء متأثرا بإصابته بالفيروس، لكن زملاءه في الهيئة، قيدومين وشباب، ممن أفجعهم الخبر، قرروا قراءة الفاتحة على روحه وتقديم التعازي لأنفسهم ولأسرته، قبل أن ينخرطوا في حملة الواجب التضامني الذي يميز المغاربة في مواقف الأزمة، مقررين التبرع بدمائهم، تلبية لنداء مراكز تحاقن الدم التي أعلنت الخصاص في مادة الدم الحيوية إنقاذا لحياة المرضى المحتاجين لضخ دماء تنعش استمرار وجودهم بيننا أحياء يقاومون. المحامون انخرطوا في حملة التبرع بالدم فرغم أجواء الحزن كان إقبال المحامين بالدار البيضاء، اليوم الخميس، كثيفا في عملية التبرع بالدم التي نظمتها الهيئة بمقرها بشارع المقاومة، وأشرف على تنفيذها أطباء وأطر المركز الجهوي لتحاقن الدم، ولسان حالهم يردد: " على هذه الحياة ما يستحق أن يعاش".