حظي الرئيس البولندي الراحل ليخ كاتشينسكي الذي قتل إثر تحطم طائرته الرئاسية في روسيا، رفقة شقيقه التوأم ياروسلاف، بالشهرة، حينما أديا دورا سينمائيا رئيسيا في فيلم بولندي تحت عنوان «ولدان سرقا القمر» في ستينيات القرن الماضي. الأخوان ظلا متلازمين حتى في كبرهما قبل أن تفرق بينهما السياسة، حينما استبدل «ليخ كاتشينسكي» شخصية الممثل الهاوي بشخصية السياسي المحترف. وقد انضم كاتشينسكي إلى شقيقه في الحركة المناهضة للنظام الاشتراكي في السبعينيات من القرن الماضي، وسبق أن تم اعتقاله بموجب قانون الطوارئ في مطلع الثمانينيات بسبب نشاطه السياسي. وكان الشقيقان من أبرز مؤيدي ليخ فاوينسا، مؤسس نقابة التضامن في أول انتخابات حرة شهدتها البلاد عام 1990 ولكنهما وجدا نفسيهما خارج الحلبة السياسية في بداية التسعينيات بعد الخلاف الذي نشب مع فاوينسا الذي أصبح رئيسا للبلاد. وكانت شخصية الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي وآراؤه مثيرة للجدل على حلبة السياسة الدولية غير أن مواقفه السياسية اليمينية كانت تحظى بإعجاب حلفائه الأوروبيين. دخل كاتشينسكي العمل السياسي في بلاده من بابه الواسع، وكل هذه الظروف جعلت منه الشخصية الجديرة بالثقة التي يمكنها أن تقود بولندا سياسيا واقتصاديا. خلال فترة حكمه، عزز الرئيس الراحل من أجندة اليمين المحافظ وعارض التسرع في التوجه نحو اقتصاديات السوق الحر، وأيد أيضا الحفاظ على برامج الرعاية الاجتماعية. ولم يتردد في استخدام الأسلوب العاطفي للمخاطبة، بغية الوصول الى درجة أعلى من التأثير. أسس كاتشينسكي مع شقيقه ياروسلاف حزب “الحق والعدالة” الوطني المحافظ، ودعا إلى تأسيس دولة قوية، كما أكد على القيم الوطنية. وتولى منصب وزير العدل البولندي خلال الفترة من 2000 حتى 2001. ومنذ أن تولى رئاسة البلاد أصبحت بولندا تعتبر «جمهورية التوأم»، حيث تولى شقيقه التوأم الذي يشبهه بشدة، ياروسلاف، منصب رئيس الوزراء منذ 2006 حتى عام 2007.