كيف كان شعور «ياروسلاف» وهو يرى صورته تحت أنقاض الطائرة المحطمة؟ الأمر لا يتعلق بصورة شمسية لكنها جثة توأمه رئيس بولندا ليش كاتشينسكي، الذي قضى في تحطم طائرته في ضباب كثيف قرب سمولينسك بغرب روسيا، أول أمس السبت. لم تكن دموع البولنديين وحدها تنهمر حزنا على مصرع الرئيس وكبار مسؤولي الدولة في تحطم طائرتهم، كانت هناك أيضا آلاف الشموع التي أضيئت في البلاد تذرف دموعها ويخفت توهججها قبل أن تضاء أخرى. الصدمة تجاوزت بولندا إلى العالم بأسره، والسبب واحدة من أكثر الحوادث مأساوية في تاريخ بولندا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث لقي رئيس البلاد ليش كاتشينسكي وزوجته والعديد من كبار ضباط الجيش والمسؤولين البولنديين حتفهم في حادث تحطم طائرتهم أثناء محاولتها الهبوط قرب مطار مدينة سمولينسك الروسية، ما أسفر عن مقتل ركابها ال96، الذين كانوا في طريقهم لاحياء ذكرى ضباط بولنديين أعدمتهم شرطة ستالين قبل 70 سنة. احتشد العديد من المواطنين البولنديين أمام القصر الرئاسي في العاصمة وارسو، للإعراب عن حزنهم لمقتل رئيسهم، وأضيئت الشموع في العاصمة وأنحاء البلاد تعبيرا عن هذا الحزن. دخلت الدولة البولندية وجيشها أزمة خطيرة نتيجة مقتل رئيسها ليش كاتشينسكي وكبار قادة الجيش وعدد كبير من المسؤولين إضافة إلى عدد من علماء التاريخ وأفراد من عائلات الضباط ضحايا المجزرة كانوا أيضاً على متن الطائرة. عقدت الحكومة اجتماعاً عاجلاً لتحديد خطواتها التالية . ودعا رئيس الوزراء دونالد تاسك البولنديين إلى «المحافظة على الهدوء». من بين 88 اسماً الذين كانوا على متن الطائرة برز اسم الجنرال برونيسلاف كوياتكوفسكي قائد القوات العملانية في بولندا العضو في الحلف الأطلسي . الجنرالات تادوز بوك قائد سلاح البر، واندرزي بلاسيك قائد سلاح الجو، ووجشيك بوتاسينكي قائد القوات الخاصة، إلى جانب نائب الأميرال اندرزي كرويتا قائد سلاح البحرية، كانوا أيضا من ضمن ضحايا الطائرة الرئاسية. واكتفى المتحدث باسم هيئة الأركان داريوش نيدزيلسكى بالقول، كما نقلت عنه وكالة الأنباء البولندية: «إن قيادة هيئة أركان الجيش البولندي ستجتمع، وستتخذ القرارات المناسبة أمام وضع الأزمة هذا». وبحسب القوانين العسكرية البولندية، يتسلم النائب الأول لكل من هؤلاء القادة تلقائيا مهام القائد في أوضاع مماثلة في انتظار إجراءات أخرى. وصرحت المحللة السياسية لينا كولارسكا بوبينسكا قائلة: «سيتم الانتقال إلى جيل جديد في الجيش البولندي». وعلى المستوى السياسي: قالت المحللة السياسية: «تبدو نتيجة الانتخابات الرئاسية مؤكدة، إذ أن مرشحين مهمين من حزبي المعارضة الرئيسيين قضيا في الحادث» . وقالت بوبينسكا إن «الحملة الرئاسية ستكون هادئة وصامتة، بدون أي نزاع»، لافتة إلى أن الحزب المحافظ الذي خسر العديد من الشخصيات في الحادث «سيكون من الصعب عليه أن ينهض مجدداً». وكان الرئيس البولندي وزوجته متوجهين مع كبار المسؤولين البولنديين إلى كاتين قرب سمولنسك لإحياء ذكرى ضباط بولنديين أعدمتهم شرطة ستالين قبل 70 سنة. وتحطمت الطائرة قرب مدرج الهبوط في مطار عسكري على أطراف مدينة بتشرسك على بعد بضعة كيلومترات من سمولنسك . انتهت حياة ليخ كاتشينسكي غير أن توأمه ياروسلاف زعيم الحزب الشعبي اليميني «القانون والعدالة» قد يخطف تعاطف البولانديين في الأسابيع المقبلة، لكن لا يزال من غير الواضح تماما إن كان ذلك سيترجم إلى أصوات كي تستمر صورة الرئيس معلقة على جدران القصر الرئاسي رغم رحيله؟ الطيار تجاهل أوامر الملاحة الأرضية روسيا: (رويترز/ أ. ف. ب): نقلت وكالة أنباء روسية عن مسؤول عسكري روسي قوله إن طيار الطائرة التي تحطمت يوم السبت الماضي وأدت إلى مقتل الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي تجاهل عدة أوامر من سلطات المراقبة الأرضية الروسية بعدم الهبوط. ونقلت وكالة أنترفاكس الروسية للأنباء عن النائب الأول لرئيس أركان سلاح الجو الروسي ألكسندر أليوشن قوله «على مسافة 2,5 كيلومتر تأكد رئيس المراقبة الجوية من أن الطاقم زاد من سرعة الهبوط». وأفادت وكالة أنترفاكس أن السلطات الروسية اقترحت على الطاقم البولندي الهبوط في مينسك أو موسكو بسبب كثافة الضباب لكن الطيار رفض الاقتراح وحاول مرارا الهبوط قرب سمولنسك كما كان متوقعا. وتحطمت الطائرة في رابع محاولة هبوط على ما أفادت أنترفاكس التي نقلت أيضا عن مصدر في السلطات الجوية البيلاروسية طلب عدم ذكر هويته, معلومات مشابهة.