حسنا فعل مقدم برنامج ( في مواجهة بلال مرميد) على قناة ميدي 1 تيفي وهو يفتح موضوع الابتزاز الجنسي داخل الساحة الفنية الذي لم يجرؤ أحد ملامسته أو حتى الاقتراب منه ،ليبقى في خانة الطابوهات. موضوع التحرش الجنسي كما جاء على لسانه، كان المخرج والمنتج هشام حجي أول من تحدث عنه واستنكره بشدة . فتح النقاش في هذه الظاهرة ولو أنها مغامرة غير محسوبة العواقب، لم يكن منعزلا ، بل كانت ملامسته من طرف بلال مرميد في حضرة ضيفته الممثلة مريم الزعيمي بذكاء، حيث بنى هذا الموضوع الحساس على قاعدة حملة " ميتو" التي تندد بالتحرش الجنسي على خلفية قضية المخرج الامريكي (هارفي وايستين) المتهم باغتصاب ضحياته من الممثلات في هوليود. وقد كان إسقاط هذه القضية خلال هذه الحلقة مناسبة للفنانة مريم الزعيمي للتعبير عن رأيها، إذ أكدت انها تعرضت للتحرش الجنسي بطريقة غير مباشرة، اضطرت على إثرها إلى الإنسحاب " أنا مررت بحالة تحرش غير مباشرة . كون دويت غادي يتقلب علي كلشي. اضطريت نقطع علاقتي مع ذاك الشخص. من عادتي مكنسكتش نقدر نبدا بيدي أولا عاد نفضح، كنفضل نمشي في حالي. التحرش الجنسي كاين في الشارع والمقهى وفي أماكن أخرى بعيدا عن الحقل الفني. التحرش الجنسي لي كنعرف هو ممارسات موسخة...كاين الدقان او كاين حلان البيبان. أنا دقوا علي ولكن سديت الباب بالحديد". مقدم البرنامج أراد أن يحصر ظاهرة التحرش الجنسي داخل الميدان الفني ،حتى لايدخل النقاش في إطار العموميات . " الأمر خطير عندما يتعلق بالابتزاز الجنسي مقابل دور في فيلم او مسلسل ، كاينين الناس لي كيتحدثوا على ادوار تمنح لممثلات مبتدئات". مريم الزعيمي من جهتها كانت غير مندفعة في مناقشة هذا الموضوع، وحاولت في كثير من الأحيان الإجابة بتحفظ " شوف ،التحرش كاين والضحيات اختاروا الصمت، والدخول في معارك المحاكم من دون دلائل يجلب لهن الويلات" بعيدا عن التحرش الجنسي، كانت الحلقة جد غنية من حيث التطرق إلى المواضيع المهمة المتعلقة بالقطاع الفني، سواء المسرح والسينما والتيليفزيون، وما يتعرض له بعض الفنانين ذوي التجارب والتراكمات الفنية من تهميش مقابل سيطرة أناس هاويين ، على الميدان غير المقنن بخلق صيغ ملتوية casting sauvage، وغيرها من الطرق التي تقتل التجارب الاكاديمية وتبقيها على الهامش، وهو ما يعطينا أعمالا ضعيفة .