فاجأ المخرج السينمائي والتلفزيوني المغربي، هشام العسري، جمهور المستمعين بتصريحاته التي أدلى بها في البرنامج الذي يقدمه الصحفي والناقد، بلال مرميد، على أمواج إذاعة ميدي 1، عندما اعترف بأنه لم يشاهد حلقات سيتكوم "كنزة فالدار" رغم أنه مخرج هذه السلسة الكوميدية. وجوابا على سؤال مرميد، في برنامجه الإذاعي "في مواجهة مرميد" FBM، بخصوص تصريحات سابقة للعسري بشأن إهدائه لسيتكوم "كنزة فالدوار" إلى والدته إرضاء لها، قال المخرج المغربي إن "أمه تخاف من مشاهدة أعماله"، قبل أن يؤكد بأنه أخرج حلقات هذه السلسلة التي بثتها القناة الثانية، ولكنه لم يشاهدها". وتابع العسري بأن سيتكوم "كنزة فالدوار"، الذي قام ببطولته الممثل الراحل محمد بسطاوي ومريم الزعيمي ودنيا بوتازوت وممثلون آخرون، هو موجه أساسا لعموم الشعب المغربي، بدليل أنه حقق نسبة عالية من المشاهدة التلفزيونية في شهر رمضان الماضي، مضيفا أنه عمل "مسالم" ليس فيه عنف ولا أية أطروحة. وردا على سؤال يتعلق بالتباين بين المجهود الذي يظهره العسري في أعماله السينمائية بخلاف ما يقدمه من أعمال تلفزية، أفاد صاحب أفلام "البحر من ورائكم" و"النهاية" و"هم الكلاب"، بأن علاقته مع التلفزيون فيها جانب شخصي، قبل أن يسرد العوامل التي اعتبرها معيقة لتقديم أعمال في المستوى. ويشرح العسري بأنه في الأعمال التلفزية الخاصة مثلا بشهر رمضان، تكون السرعة عاملا مؤثرا، حيث يتم البدء في تصوير المسلسل أو السيتكوم متأخرا، ويكون مطلوبا الانتهاء منه أيضا مبكرا قبل الشهر الكريم، مشيرا إلى أنه في السينما يقوم بأعمال تتسم بالحرية، بينما في التلفزة يصعب ذلك". واسترسل المخرج شارحا "في التلفزة بخلاف السينما عندما تحاول مجموعة العمل لتغيير الوضعية القائمة، فإن مسامير كثيرة لا ترغب في أن تتزحزح من مكانها"، وفق تعبير مخرج "كنزة فالدوار"، والذي أضاف بأن هذا الأمر دفعه ليكون "فرديا" ويبحث عن الحرية في سماء السينما. وزاد العسري بأن التلفزة بخلاف السينما تتطلب طقوسا معينة، وأشياء ومواضيع لا يمكن قولها والتطرق إليها، وحتى لو تم نبشها او الحديث عناه، فإن المقص كفيل بحذفها"، مردفا بأنه يعمل أيضا على أن تكون له سينما تهتم بالعمق والبحث والسوداوية، بينما التلفزة يخرج لها أعمالا ملونة". وتطرق الحوار مع مرميد إلى الجانب السينمائي عند العسري، حيث أكد هذا الأخير أنه ليس من هواة الحكي و"الخبيرة" في السينما، وبأنه لا يحب السينما التي تضطر لشرح الأشياء للجمهور، بقدر ما يهتم بالأفلام السينمائية التي ترتكز على البحث، نافيا أن يكون مهتما في أفلامه بالشكل على حساب المضمون.