بسطاوي قال إنه يضيف إليها من عندياته ويراقب خطابها حتى يرضى عنها الجمهور شكل محمد بسطاوي عنصرا هاما في نجاح سلسلة "كلنا جيران" التي عرضتها القناة الثانية في رمضان لثلاث سنوات متتالية. وكان السي عبد الله، الذي يلعب دوره بسطاوي، الشخصية المحورية في الجزء الثالث من العمل، خاصة بعد أن قرر، هو الميكانيكي الأمي، دخول تجربة الانتخابات من أجل أن يصبح عمدة لمدينة الجديدة، فكان دوره هو الخيط الناظم لباقي أحداث العمل وشخصياته. في هذا الحوار الذي أجرته معه "الصباح"، اعتبر بسطاوي أن شخصية عبد الله ما زالت صالحة لجزء رابع من السلسلة، وأن المشكل المطروح عموما في الأعمال المغربية هو النص والكتابة الجيدة. في ما يلي تفاصيل الحوار: ماذا أضاف محمد بسطاوي لشخصية عبد الله في الجزء الثالث من سلسلة "حنا جيران"؟ بسطاوي : الشخصية لم تتغير بل الحالات والمواقف التي تعرض لها عبد الله الميكانيكي هي التي خضعت إلى التغيير. في هذا الجزء، كان الجديد هو دخول عبد الله تجربة الانتخابات، وهو الحدث الذي شكل تطورا في مسار الشخصية وجعلها تبتعد عن النمطية. باعتبارك أحد نجوم العمل، كيف تقيم الجزء الثالث من السلسلة مقارنة بالجزءين السابقين؟ بسطاوي : أفضل أن أترك مسألة التقييم لتقدير الجمهور والمتتبعين. كل يرى الأمور حسب وجهة نظره الخاصة. أما بالنسبة إلي، فأستطيع أن أقول بأن هناك تطورات على مستوى شخصيات العمل مع مرور الأجزاء. هل شكل تعزيز طاقم العمل بممثلين مصريين أي إضافة إلى السلسلة في نظرك؟ بسطاوي :العديد من المتتبعين عابوا وجود المصريين في العمل. بالنسبة إلي، "ما كانش لاش يكونو". القائمون على العمل كانت لهم رؤية خاصة في الموضوع وراهنوا على وجودهم، لكن اتضح أن العكس هو الذي وقع. وماذا عن عبد القادر السيكتور؟ بسطاوي : لا يضايقني أن يتعزز العمل بممثلين حتى من إيطاليا أو فرنسا أو غيرها... وبالنسبة إلى السيكتور، فهو يمثل لأول مرة في عمل درامي، وهذه ليست مسألة سهلة. لقد قام بمحاولات جادة رغم وجود بعض الحواجز بالنسبة إليه باعتباره ممثلا أجنبيا على البلد وأهله ولم يستأنس بعد بالنصوص الدرامية التي تختلف عما يقدمه من أعمال. أما أخلاقيا، فهو "مزيان"... كيف تعلق على من ينسب نجاح العمل ككل إلى "الكوبل" لالا سعاد وسيدي سفيان اللذين أديا دوريهما دنيا بوتازوت وعزيز حطاب؟ بسطاوي : هذا شيء إيجابي. الممثلون حاولوا أن يكونوا في المستوى ومنحوا إضافات مهمة لضمان نجاح العمل. أحب أن يكون جميع الفنانين سواسية في بذل المجهود، وأن ينسب نجاح العمل إلى جميع المشاركين فيه، وليس لأحد أو لآخر. الجميع يجب أن يكون في مستوى واحد لإنجاح العمل. كيف تقارن بين العمل مع إدريس الروخ، مخرج الأجزاء السابقة، وهشام العسري، مخرج الجزء الأخير من السلسلة؟ بسطاوي :لا يمكنني المقارنة. أنا شخصيا "كيفما كان المخرج نشتاغل معاه". كل واحد منهما يتميز بشيء معين. إدريس الروخ كان يعتمد على إدارة الممثلين، وكان يقوم بالأمر بشكل جيد. لقد كان حريصا على هذه المسألة. ربما لأنه ممثل في الأصل. بالنسبة إلى هشام العسري، فهو مخرج سينمائي متميز و لديه جانب تقني خاص به ورؤية خاصة تمزح قليلا من السينما، لكن السلسلة بطبيعتها حتمت عليه التعامل معها ك"سيتكوم". لم يكن أمامه خيار آخر. ويبقى الممثلون الجيدون هم أساس نجاح العمل، أما "التكنيك" فلا يضيف شيئا لممثلين غير مقنعين... هل يمكننا أن نرى بسطاوي مرة أخرى في دور عبد الله الميكانيكي في حالة إضافة جزء رابع إلى العمل، أم أنها شخصية انتهى تاريخ صلاحيتها؟ بسطاوي :المشكل المطروح هو النص والكتابة الجيدة. الجمهور المغربي متعود على الفضاءات، وفضاء "الكراج" الذي كان موجودا في الجزءين السابقين من السلسلة أضاف إليها على مستوى العين، ومنحها دفعة... في الجزء الأخير، كان هناك مكتب التخطيط للحفلات "ويدينغ بلانر"... الخصوصية الثقافية لكل مجتمع مهمة أثناء كتابة العمل... أجد أن شخصية عبد الله ما زالت صالحة، كما أن المواضيع لا تنتهي. كل ما يلزم هو كتابة وأفكار جيدة... الشخصية كما سبق أن قلت ثابتة والحالات والأوضاع هي التي تتغير... هل يضيف بسطاوي من عندياته إلى شخصية عبد الله أم يجسدها كما هي مكتوبة على الورق؟ بسطاوي :طبعا أضيف إليها. أنا الذي أعرف الشخصية جيدا وأنا الرقيب عليها وعلى ما تتفوه به من مصطلحات. لا يمكن لعبد الله الأمي أن يتحدث بخطاب طبيب أو محام... بعض الحوارات الخاصة بشخصية عبد الله في السلسلة، "ديالي"، و"حر مالي"... هذا كله من أجل إغنائها حتى يرضى عليها الجمهور. ما هي الأعمال التي تابعتها في رمضان ولاحظت أنها كانت مميزة؟ بسطاوي : لم أتابع كل ما عرض من أعمال مغربية في رمضان. شاهدت بعض حلقات "بنات لالة منانة"، كما تابعت سلسلة "الحياني" على قناة "الأولى"... وهي أعمال جميلة ومحترمة. ظهرت على القناة الثانية في "كلنا جيران" وفي سلسلة "الحياني" على "الأولى". ألم تتخوف من أن يملك الجمهور؟ بسطاوي :الجمهور لا يمل، خاصة أنني لست ممثلا نمطيا وأحب التنويع في أدواري. الفرق شاسع بين شخصيتي عبد الله الميكانيكي في "كلنا جيران" وعبد السلام عامر في "الحياني". كما أن ظهوري في العمل الأخير كان "خفيف ضريف". تميزت في أداء شخصية الملحن الكبير عبد السلام عامر في سلسلة "الحياني". وهي الشخصية نفسها التي يستعد المخرج حسن بن جلون إلى تصويرها في عمل درامي. ألم يقترح عليك الدور؟ بسطاوي :وقع اختيار حسن بن جلون على عبد الفتاح النكادي للعب دور عبد السلام عامر في المسلسل الذي يحكي سيرته. وأنا بنفسي اقترحت اسم النكادي على المخرج كمال كمال حين اتصل بي من أجل لعب الشخصية نفسها في سلسلة "الحياني"، خاصة أنني كنت مشغولا بتصوير مشاهدي في "كلنا جيران"، لكنني لعبتها في آخر المطاف.