بعد صراعهم مع أنصار حكيم بنشماش الذي فصل فيه القضاء لصالحهم, تمكن التيار الذي يسمي نفسه "أنصار المستقبل" من التحكم في المؤتمر الرابع الذي ينعقد بمدينة الجديدة, وهو ما قد يمهد لهم الطريق للتحكم في الأمانة العامة للحزب والمكتب السياسي وأيضا رئاسة المجلس الوطني وبقية هياكله وأجهزته الموازية. هيمنة أنصار سمير كودار وعبد اللطيف وهبي على المؤتمر الرابع, دفع المرشحين للأمانة العامة باستثناء سمير بلفقيه لاعلان انسحابهم لعدم قدرتهم على مواجهة المرشح وهبي ممثل تيار المستقبل, خاصة بعد أن فرضوا أن تكون رئاسة المؤتمر بشكل ثنائي. سيطرة أنصار تيار وهبي وكودار المؤتمر تجسد في لجنة التنظيم والقانون الأساسي, وفرضوا طريقة انتخاب الامين العام المستقبلي للحزب، حيث أن أنصار سمير كودار وعبد اللطيف وهبي يصرون على إنتخاب الأمين العام من المجلس الوطني، في حين يستميت أنصار حكيم بنشماش الأمين العام المنتهية ولايته في الدفاع على أن يتم انتخاب الأمين العام من طرف المؤتمرين. وكشف بلاغ أصدره المرشحون للأمانة العامة للحزب الأصالة و المعاصرة تخوفاتهم من الفشل في مواجهة عبد اللطيف وهبي.وقالوا في بلاغهم المشترك "ننهي الي علم مؤتمرات و مؤتمري الأصالة و المعاصرة في مؤتمرنا الرابع؛ و من خلالهم إلى الرأي العام الوطني؛ أن المؤتمر يشهد في هذه اللحظات تطورات خطيرة متمثلة في إنزالات مكثفة، عبر حافلات، لغرباء عن الحزب و المؤتمر قصد السطو عليه ومصادرة إرادة المؤتمرات والمؤتمرين؛ و هي ممارسة مشينة، بالإضافة إلى أنها تسيئ لصورة الديمقراطية التي نسعى إلى توطيدها في بلادنا، فهي تضرب في الصميم العملية الديمقراطية الداخلية ؛ و تمس بسلامة التباري و التنافس الديمقراطيين بين المترشحين لقيادة حزبنا". وأضاف المرشحون محمد الشيخ بيد الله، المكي الزيزي، التايب كفاية، سمير بلفقيه، بوطيب عبد السلام والذين سيعلنون فيما بعد عن تأييدهم لوهبي باستثناء سمير بلفقيه المتمسط بالبقاء في حلبة التنافس "إذ نعبر عن استنكارنا واستهجاننا لهذه الممارسات الشاذة و اللاديمقراطية؛ فإننا ندعو القائمين وراءها إلى وقف هذا العبث ", " ونحملهم ولرئاسة المؤتمر كامل المسؤولية وما قد يترتب عنها من نتائج. وذكرت مصادر من المؤتمر أن مجموعة من البرلمانيين وأعضاء الحزب يحاولون "الضغط" على بنشماش للترشح للأمانة العامة من جديد , فيمايفضل بعض القيادات تأجيل المؤتمر، وتوقيع نداء مشترك يبرر التأجيل من خلال عدم توفر الظروف لانتخاب الأجهزة وحث جميع الأطراف على التوافق والجلوس على طاولة الحوار للاتفاق على مشروع موحد ومشترك بما فيها الأجهزة التنظيمية والأمين العام الجديد. وفي حالة فوز عبد اللطيف وهبي برئاسة الحزب, فان عددا من الانسحابات سيعرفها الحزب خاصة من أنصار بنشماس والرافضين لما يعتبرونه التقارب بين حزبهم "الحداثي" وغريمه "المحافظ" في اشارة الى العدالة والتنمية.