تطورات متسارعة يعرفها المؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة، وذلك على خلفية الصراع حول طريقة التصويت على الأمين العام، إذ اشتدت الخلافات مجددا بين "تيار الشرعية" برئاسة حكيم بنشماش و"تيار المستقبل" برئاسة المرشح عبد اللطيف وهبي، وهو ما أدى إلى رفع جلسة مناقشة قوانين التنظيم اليوم السبت في الجديدة. ودخل أربعة مرشحين على الخط، رافضين ما اعتبروها "عملية إغراق للمؤتمر بأناس لا علاقة لهم بالحزب"، وذلك ضمن معركة التصويت على الأمين العام الجديد، إذ يطالب تيار الأمين العام المنتهية ولايته وعدد من المرشحين بضرورة جعل التصويت على الأمين العام المقبل من اختصاص المؤتمر، في حين طالب التيار المحسوب على وهبي بالاحتفاظ بقوانين الحزب السابقة، التي تنص على تصويت المجلس الوطني بعد انتخابه على من سيقود سفينة "التراكتور". وفي هذا الصدد قال بلاغ مشترك للمترشحين للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة ضمن المؤتمر الرابع، وهم محمد الشيخ بيد الله، والمكي الزيزي، والتايب كفاية، وسمير بلفقيه، وبوطيب عبد السلام، إن المؤتمر "يشهد تطورات خطيرة متمثلة في إنزالات مكثفة، عبر حافلات، لغرباء عن الحزب". وأكد البلاغ، الذي تتوفر هسبريس على نسخة منه، أن هذه العملية تأتي "قصد السطو عليه (المؤتمر)، ومصادرة إرادة المؤتمرين"، كما وصف من خلاله المرشحون الأمر بأنه "ممارسة مشينة، بالإضافة إلى أنها تسيء إلى صورة الديمقراطية التي نسعى إلى توطيدها في بلادنا". وأضاف المرشحون للأمانة العامة أن هذا الأمر "يعد ضربا في الصميم للعملية الديمقراطية الداخلية، ومسا بسلامة التباري والتنافس الديمقراطيين بين المترشحين لقيادة حزبنا"، معبرين عن استنكارهم "هذه الممارسات الشاذة واللاديمقراطية". وفي وقت دعا البلاغ "القائمين وراء هذا الأمر إلى وقف هذا العبث"، مع تحميل رئاسة المؤتمر "كامل المسؤولية وما قد يترتب من نتائج"، قال سمير بلفقيه، أحد الموقعين على البلاغ، إن "هذا نتيجة طبيعية لتدبير رئيس اللجنة التنظيمية سمير كودار الذي يهدف إلى جعل عبد اللطيف وهبي أمينا عاما بأي وسيلة كانت". واستهجن بلفقيه، وهو مرشح ل"أمانة الجرار"، في تصريح لهسبريس، ما اعتبره "تدخلا في المؤتمرين صاحب عملية الإعداد من قبل اللجنة التحضيرية، ومحاولة فرض وهبي بالقوة دون التوفر على الأغلبية، واستعمال التهديد ضد المؤتمرين"، مشيرا إلى أن مؤتمر "البام" دخل في "جو مشحون نتيجة رفض "تيار المستقبل" الاحتكام إلى الصندوق والقيام بنوع من الإنزالات خارج اللوائح". وطالب بلفقيه بضرورة "إفراغ المؤتمرين واعتماد اللوائح القانونية التي تمت المصادقة عليها سلفا"، مبديا أسفه "لما وقع في المؤتمر، والذي لا يليق بالقوة الثانية في المغرب". سمير بلفقيه كشف لهسبريس أن "جوهر الخلاف اليوم كان في لجنة الشؤون القانونية"، مشددا على ضرورة "تصويت جميع المؤتمرين على الأمين العام، مع اعتماد الاقتراع السري للهياكل". وأوضح بلفقيه أن "هذا المعطى لم يعجب أنصار "تيار المستقبل" بقيادة وهبي وكودار، لاعتقادهم أنهم استطاعوا أن يخيطوا المجلس الوطني على المقاس لتوفير الفوز لهم"، مبرزا أنهم "وجدوا أنفسهم في مواجهة المؤتمرين، وأنهم لا يتوفرون على الأغلبية".