بإحدى زوايا فندق رباطي مصنف اجتمع زهاء عشرة من أعضاء تيار « نداء المستقبل » والمناسبة هو ما جرى خلال جلسة المحكمة صباح أمس بعد أن أدخل الملف إلى المداولة للنطق بالحكم يوم 9 أكتوبر من الشهر الجاري. كانوا كلهم هناك، يقول مصدر مطلع، حضر وهبي والحموتي والمنصوري وكودار وأبو القاسم والصغير وكوكوس وأبو الغالي وعزيزو وأخياط…تلك هي الأسماء التي لم يجد مصدرنا صعوبة في تذكرها، كما يتذكر جيدا، تفاصيل هذا الاجتماع الذي بدأ هادئا وانتهى على وقع الصراخ وشد الأعصاب والانسحابات. فمذا وقع بالضبط؟ مباشرة بعد نهاية جلسة المحكمة، يقول المصدر، تبادل أعضاء التيار (نداء المستقبل) الاتصال فيما بينهم وضربوا موعدا للقاء مساء بفندق الرباط. في بداية هذا اللقاء، يقول المصدر، حاول عبد اللطيف وهبي التخفيف على الحاضرين بالقول بأنه متأكد من أن المحكمة سوف تحكم لفائدتهم وأن ما جاء في مذكرة وكيل الملك لا يمكن الأخذ به كمعطى لإصدار الحكم، في هذه اللحظة بالذات انفجر سامر أبو القاسم والأستاذ الجامعي فتاح أخياط ليوجهوا اتهامات مباشرة لوهبي وقادة تيار نداء المستقبل متهمين إياهم ببيع الوهم لاتباعهم وأنهم طالما رددوا أمامهم بأنهم متأكدين من قضيتهم وأن انتخاب سمير كودار كرئيس للجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب لا تشوبه أية شائبة.. في حين أن مذكرة وكيل النيابة، يقول أخياط، جاءت مناقضة لكل هذا وأنها تحدثت عن شوائب قانونية ضمنها عدم وجود محضر يثبت واقعة انتخاب سمير كودار. صلاح الدين ابو الغالي، رجل الأعمال والامين الجهوي الذي أقاله بنشماش، لم يتردد هو الاخر في كيل الاتهامات لقادة التيار مؤكدا أنه ترك أعماله ومشاريعه وضحا بمكانته داخل الحزب من أجل نداء المستقبل لكن اتضح اننا اتبعنا الوهم. مضيفا، يقول المصدر، غلطتونا أن الفوق معانا فين هو هاد الفوق اذن؟. من جانبها فاطمة الزهراء المنصوري لم تسلم من انتقاد الحاضرين وعبرت عن رغبتها في الاستمرار في المعركة ضد بنشماش وأنها مستعدة للتعبئة للدعوة لعقد دورة للمجلس الوطني من أجل إقالة بنشماش من على رأس الامانة العامة للحزب. لكن دعوتها لم تجد قبولا من طرف الحاضرين الذين بدا أغلبهم مستاء ومتذمرا لدرجة أن بعضهم هدد بتقديم استقالة علنية وانخراطه في اللجنة التحضيرية التي يرأسها أحمد التهامي، يؤكد المصدر. سمير كودار، الذي أجلت المحكمة النظر في طلب الطعن بطرده من الحزب لغاية الاسبوع المقبل، أخبر الحاضرين بأنه، بصفته رئيسا للجنة التحضيرية، لا زال مستمرا في التحضير للمؤتمر وأنه يقترح مدينة الجديدة لاحتضان المؤتمر، آنذاك انتفض ضده أخياط، الأستاذ الجامعي بالقنيطرة، ليذكره بحكم المحكمة وعن ضيوف المؤتمر من الأحزاب السياسية المغربية، آنذاك رد كودار بأنه من هنا لتما يحن الله!!. رد كودار استفز هشام الصغير، البرلماني عن وجدة، واتهم وهبي وكودار والحموتي بأنهم دفعوه للواجهة وقدموه للاعلام كوجه جديد ومرشح للشباب لمنصب الأمين العام، دون أن يلمس ذلك على أرض الواقع، يقول المصدر. هشام الصغير هو أحد الممولين لعدد من الأنشطة التي قام تيار نداء المستقبل، ولعل ذلك ما جعله، خلال ذلك الاجتماع الرباطي يستفسر عن مآل الأموال التي صرفها. مرت دقائق عديدة حاول فيها وهبي والحموتي وكودار السيطرة على مجريات الاجتماع ومنع صراخ بعضهم من الوصول إلى زبناء فندق الرباط، لكن صخب النقاش وحدته لم تمنع وصوله الموسيقى الصادرة من الميني بار المجاور لمكان اجتماعهم حيث انتهى الاجتماع المذكور، يقول المصدر، على وقع الانسحابات وتبادل الاتهامات.