تحسم المحكمة الابتدائية في الرباط، يوم الخميس المقبل، 10 أكتوبر، في القضية، التي رفعها سمير كودار، عضو حزب الأصالة والمعاصرة، ضد الأمين العام لهذا الأخير، حكيم بنشماش، والتي طالب فيها بالحكم بإبطال قرار طرده من الحزب. وهذه هي القضية الثانية، التي يواجه فيها الطرفان بعضهما بعض في المحاكم، حيث الأولى تتعلق بدعوى رفعها بنشماش ضد كودار، طالب فيها بالحكم ببطلان انتخابه رئيسا للجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع للحزب، وهي القضية، التي ستحسم فيها المحكمة، خلال الأسبوع المقبل، في يومين متتابعين، صراعا داخليا، أنهك حزب الأصالة والمعاصرة، منذ سنة. وأصدر بنشماش قرارا بطرد كودار من الحزب، عقب الأحداث، التي رافقت عملية انتخاب هياكل اللجنة التحضيرية، في ماي الماضي، لكن تيار “المستقبل”، الذي يعد كودار أحد وجوهه البارزة، يرى أن ذلك مجرد “تصفية حساب”، ولا تمتلك أي صلة بالقانون. وفي جلسة، اليوم الخميس، قدمت النيابة العامة نظريتها حول القضية، ولم تصرح بأي شيء، إذ اكتفت بالتماس المحكمة “تطبيق القانون”، وهي طريقة معمول بها في القضايا، التي لا تكون طرفا فيها، ويُطلب منها إبداء الرأي فيها، حيث تميل غالبا إلى الوقوف على حياد بين الأطراف. أما الطرفان المتخاصمان، فإنهما لم يقدما أي مرافعات، أو مذكرات جديدة، واكتفيا ب”إسناد النظر إلى المحكمة” في هذه القضية. ولا يملك بنشماش آمالا كبيرة في ربح هذه القضية، بل أقرت قيادة حزبه، في الاجتماع المشترك للمكتبين السياسي، والفدرالي، نهاية الأسبوع الماضي، بأن دفاعه أقنعه بقبول خسارة هذه الدعوى. والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بنشماش، أخبر مكتبيه السياسي، والفدرالي بأن “مشكلة الدعوى، التي رفعها ضد كودار هي وجود خطأ في مساطر قرار الطرد المتخذ”، إذ لم يستدع هذا الأخير إلى أي اجتماع لهيأة الأخلاقيات للاستماع إليه في المنسوب إليه، على الرغم من أن القانون الداخلي للحزب يفرض ذلك. وبالفعل، فإن إحدى ركائز الطعن في قرار الطرد بنيت على هذه النقطة بالضبط. وعلى الرغم من ذلك، فإن بنشماش شدد في كلمة له، على أن طرد كودار مسألة محسومة عنده، وبأنه “بمجرد صدور الحكم في هذه القضية، سيقوم بإعادة مسطرة الطرد في حقه مجددا، بطريقة تحترم الإجراءات الشكلية كلها، وسيُستدعى المعني للاستماع إليه، ثم سيُطرد”. وأضاف: “هذه المرة، لن يجد كودار ثغرة للطعن في قرار طرده”. وبلغت الخصومة بين بنشماش، وكودار حدا كبيرا، لكن الأمين العام ل”البام” يرى كما قال، بأن لخصمه “مسؤولية كبيرة في الصراع الحالي داخل الحزب”، موضحا أنه “لولا كودار ما حدث هذا الاستنزاف في الحزب طيلة هذا العام”. كودار من جانبه، قال ل”اليوم 24″ إنه فوجئ بالطريقة، التي يتحدث بها بنشماش، عنه، معتبرا أن هذا الأخير “يعكس عقدا شخصية فحسب، بإصراره على تحويل خلاف تنظيمي وسياسي إلى مسألة شخصية”، وزاد: “البام في نهاية المطاف، ليس ملكية مسجلة باسم بنشماش، وليس هو الآن في موضع لتقرير مصير أعضائه”.