"النسخة الجديدة من أنت المغتصب سترى النور في الثامن من مارس، وستراعي الجانب الجمالي"، هكذا ردت التشكيلية والأستاذة الجامعية سابقا، "خديجة طنانة" عن الخطوة القادمة التي تلت موجة الانتقادات بعض طرح فيديو "أنت المغتصب". طنانة أوضحت في حوار مطول مع هشام نوستيك، ضمن سلسلة "حوارات هشام" على اليوتيوب، أن النشيد المثير للجدل، جاء كخطوة للفت الإنتباه للعريضة التي تشتغل عليها 35 جمعية نسائية بتطوان، التي كانت تطمح لجمع مليون توقيع حول قضية الحقوق الفردية، لكن التجاوب كان ضعيفا جدا، «فكرنا في أشكال نضال أخرى للتحسيس بالعريضة التي ستكون خلاصتها في 8 مارس .. فكان الحل نشيد الشيلي كتظاهرة يدخل فيها طابع فني، للتعبيرعن شعارات جسدي حريتي» تقول الفنانة التشكيلية، التي أشارت أن النسخة كانت أولية وكان من الخطأ عدم التوضيح أنها مجرد محاولات أولية وليست العمل النهائي الذي سيرى النور في اليوم العالمي للمرأة. «نحن لا راقصات ولا مغنيات، هي صرخة من الأعماق» تقول طنانة ردا على الأصوات التي انتقدت "رداءة" العمل بالمقابل مع النسخة الأصيلية في الشيلي، أو بالنسخة التونسية التي قالت التشكيلية بأنها كانت بعد تداريب أشهر، عكس العمل المغربي. واعتبرت طنانة أن السخرية أعطت للفيديو الكثير من الانتشار، وسمحت بفتح نقاش حول الحريات من جديد، وهو ما كانت تطمح له الجمعويات، موضحة أن التجربة لن تتوقف، «خاصة أن ردود الفعل كانت متباينة فيها بعض الرقي ممن طرحوا ملاحظات حول جمالية الفيديو.. لكن بالمقابل السخرية أظهرت أشخاصا يستحقون الشفقة لأنهم جزء من المغتصبين الذين أزعجهم الموضوع .. خاصة أن المغتصب يمكن أن يكون رجل، أو فكرة، أو قانون، أو سلطة». طنانة اعتذرت عن تقديم قراءة قانونية أو سوسيولوجية للظاهرة، مشيرة أنها اعتزلت النضال السياسي منذ سنة 1993، مفضلة فتح واجهة فنية إبداعية لتتبع الظاهرة، « في مسرحية طاطا مباركة، سلطت الضوء على الاغتصابات المسكوت عنها التي كانت تمارس لحدود الخمسينات داخل البيوت المغربية على الخادمة من طرف كل رجال العائل .. والأرقام اليوم تكشف حجم الظاهرة في صور أخرى تجعل المرأة مقيدة في الشارع، المواصلات، السينما ...» تقول طنانة التي تفضل اليوم العيش داخل مرسمها بعيدا عن لغة الأرقام الثقيلة التي كشفت عن 850 ألف حالة اغتصاب وتحرش سنوية بالمغرب. وعن الهدف من الفيديو، تقول طنانة أنه في النهاية دعوة للحرية من أجل بنات هذا الجيل، " بالنسبة لجيلنا كان هناك هامش من الحرية بعد الاستقلال.. لذلك أنا لا أطالب بالحرية لنفسي لأني عشتها قبل الردة والمد الوهابي والرؤية الجديدة للدين مما جعلنا نعود للوراء مع تقلص هامش الحرية .. كانت هناك حرية قبل إقصاء الفلسفة واستبدالها بمواد "كلخات عباد الله" .. خاصة بعد الهجرة القروية التي سمحت للفكر القروي بالسيطرة على المدن، وعلى فهم الدين».