احترف هشام العلوي، على مايبدو التدوين عبر الفيسبوك، وأصبح واحدا من المؤثرين والمؤثرات الذين يعج بهم الفضاء الأنترنيتي المغربي، والذين لا يتوقفون يوميا عن رمينا بروتينيهم اليومي حتى مل المغاربة هذه الفضاءات التي اعتقدوها في البدء أماكن حرية جديدة، قبل أن يكتشفوا أنها تحولت إلى مطارح غير قابلة للاستنشاق إلا بجهد جهيد وعناء أكيد. آخر تدوينات هشام العلوي كانت عن مساءلة قانونية مست شبابا تطاولوا بطريقة غير مؤدبة على المغرب وثوابته، إذ عاد مرة أخرى إلى الإمساك بقلمه الأحمر والشروع في التنقيط وإعطاء الدروس للبلد وهو خارج الديار. لهشام لابد من قولها وإن أغضبته: المغرب لاينتظر شيئا من أصحاب الحسابات الصغيرة الذين يتصيدون الفرص للبلاد من برجهم العاجي خارج المحيط، والذين لا يعني لهم المغرب شيئا أكثر من كونه رقعة جغرافية مدرة للدخل. المغرب لا ينتظر شيئا من الذين لا يشغلون باله بالدفاع عن أشيائه الجامعة المانعة التي تلم شمل ناسه والتي يحترمها كل أبنائه والتي يعتبر التطاول عليها مُجَرَّمًا بقوة القانون. والمغرب لا ينتظر شيئا من الذين قرروا الارتماء، أحيانا بملابسهم وأحايين أكثر دون الملابس، في جوقة "روتيني اليومي" عبر الأنترنيت والكشف يوميا عن مفاضحهم وليس مفاتنهم طلبا للمزيد من اللايكات التي لا تعني على أرض الواقع شيئا على الإطلاق. وحقيقة من يعرفون عن قرب الأمير هشام يقولون إنه لو واصل السعي وراء جوقة "روتيني اليومي" هاته التي كست الأنترنيت بحمقها سيظل دون عمل، ولن يجد الوقت الكافي للتفرغ لمصالحه وأشغاله الكثيرة. ومن يهمهم أمر هشام العلوي يقولون إنهم كانوا سيتقبلون منه هاته الانتقادات والتدوينات لو سارع منذ الوهلة الأولى للدفاع عن المؤسسة الملكية في وجه التطاول عليها، لأن الكلام النابي أو الشتم أو السب لم وليسوا ولن يكونوا أبدا طرقا مؤدبة للحوار العمومي الذي نتمنى جميعا الرقي به، اللهم إلا إذا كان هشام العلوي يرى في السب والشتم والكلام النابي حرية تعبير ونقاشا حضاريا يفرض علينا سماعه، وتقبله دون إبداء الرأي فيه ودون أن يصل القضاء الجوانب المجرمة فيه، وهو ما لا نظنه في هشام ولا نتصوره مقتنعا به. باختصار المغرب ينتظر من المهووسين به، المنشغلين فعلا بحاله أن يدافعوا عنه بكل صدق ودون مزايدات، ولا ينتظر من الذين لا يرون فيه إلا مخزنا ماديا يعود إليه الإنسان كلما ضاقب الأرض بما رحبت أي شيء على الإطلاق.