أعلن الملك محمد السادس عن التوجه الجديد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي قال إنها بعد 14سنة من انطلاقها، ستعتمد جيلا جديدا من الإصلاحات في مرحلتها الثالثة الممتدة مابين 2019و 2023، حيث ستهتم ب"الاستثمار في الجوانب اللامادية للرأسمال البشري" . الملك محمد السادس، في رسالة ملكية وجهها للحاضرين في أشغال النسخة الأولى للمناظرة الأولى حول التنمية البشرية التي تنعقد بالصخيرات الخميس 19شتنبر 2019 تحت شعار " تنمية الطفولة المبكرة التزام نحو المستقبل"، ألقاها وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، ( الملك محمد السادس) شدد على أن الرهان الجديد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية يكمن في اعتمادها ل" هندسة جديدة تروم النهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة عبر التصدي المباشر وبطريقة استباقية للمعيقات الأساسية، التي تواجه التنمية البشرية للفرد طيلة مراحل نموه وكذا دعم الفئات في وضعية صعبة". وزاد الملك محمد السادس موضحا أن " الاستثمار في الجوانب اللامادية للتنمية البشرية، والذي تعتبر الطفولة المبكرة أحد محاوره الأساسية، يشكل المنطلق الحقيقي والقاعدة الأساسية لبناء مغرب الغد وأحد التحديات الواقعية، التي نراهن على كسبها من أجل آفاق واعدة وتوفير فرص جديدة أمام الأجيال الصاعدة" . ونبه الملك محمد السادس، في ذات الرسالة التي تضمنت تشخيصا لواقع حال النهوض بأوضاع الطفولة المبكرة، إلى أنه المجال الذي، بالرغم من كافة المجهودات المبذولة، ما زال " يعرف عجزا ملموسا على هذا المستوى بفعل ضعف التنسيق في إعداد السياسات العمومية وغياب الالتقائية والانسجام في التدخلات والتي تزيد الفوارق المجالية والاقتصادية والاجتماعية من حدته" تقول الرسالة الملكية. ودعا الملك محمد السادس إلى ضرورة " تعميم التصور الجديد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في بلورة وتنفيذ السياسات العمومية الاجتماعية من أجل إيجاد حلول ناجعة للمشاكل الحقيقية للساكنة". وشدد الملك في هذا السياق على الابتكار والإبداع وانتقاء أفضل المقاربات كآليات أساسية كفيلة بإنتاج الحلول في أفق تجاوز معيقات التنمية البشرية الشاملة. كذلك، دعا الملك محمد السادس إلى " ضرورة تحسين النظام الصحي عبر الاهتمام أكثر بصحة الأم والطفل بما يضمن العدالة والإنصاف في ولوج الخدمات الاجتماعية، وكذا توفير عرض متجانس للتعليم الأولي وتعميمه، خاصة في المجال القروي، لمحاربة الهدر المدرسي فضلا عن تنظيم حملات التوعية والتحسيس في صفوف المستفيدين". ولفت الملك محمد السادس إلى ضرورة التباحث ضمن أشغال المناظرة في جوانب التمويل والحكامة والتكوين بما يرتقي " بجودة الخدمات وتشجيع روح المبادرة والإبداع ونشر الوعي لدى الفئات المستهدفة". وختم الملك محمد السادس رسالته بالتشديد على ضرورة "اعتماد أسلوب ناجع في حكامة وتدبير السياسات الوطنية المعتمدة في المجال الاجتماعي من خلا التركيز على الاستثمار في الرأسمال البشري والاجتماعي " . إذ اعتبره جلالته وشدد على أنه " منطلق لاعتماد جيل جديد من المبادرات الإصلاحية الهادفة إلى زرع الأمل وبناء مغرب الغد". كواليس المناظرة حضر أعضاء الحكومة يتقدمهم رئيسها سعد الدين العثماني أشغال الافتتاح وغادروا مباشرة بعد تلاوة الرسالة الملكية حيثدلم يتعد زمن مكوثهم بالقاعة أقل من عشرين دقيقة . وما يُبرر مغادرة أعضاء الحكومة للمناظرة ارتباطهم بالمجلس الحكومي الذي ينعقد صباح الخميس . تم توقيع اتفاقية شراكة تجمع وزارة الداخلية بوزارة الصحة واليونيسف . وقد وقع على الاتفاقية، التي تستهدف تحسين الخدمات الصحية الموجهة للأم والطفل، كل من الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، نور الدين بوطيب، ووزير الصحة، أنس الدكالي، وممثلة اليونيسف .