عبر مجموعة من سكان ساكنة « كارما» دوار أولاد بوعبد السيد التابع لجماعة اولاد داوود الزخانين، عن اعتراضهم الشديد على منح أي ترخيص لاقامة مشروع لانتاج الدواجن الذي تعتزم التعاونية الفلاحية الفتح إقامته وبناءه وسط الدوار المذكور. وأكد سكان الدزار في رسالة عامل الناظور ورئيس المجلس الجماعي لاولاد داوود الزخانين ، على أنه بالرغم من المنافع الاقتصادية و التجارية التي يحاول المسؤولون عن التعاونية تسويقها لدى الرأي العام المحلي، فإن الساكنة ترفض إقامة المشروع المذكور رفضا قاطعا و تعترض على أي مبادرة للترخيص للمشروع أو محاولة منحه أي مشروعية. ويأتي اعتراض ساكنة « كارما» على إقامة مشروع لإنتاج الدواجن بمنطقتهم، بالاستناد على مجموعة من الأسباب والمتعلقة أساسا بالاثار الوخيمة للمشروع على المنطقة، على اعتبار أن إنتاج الدواجن تتسبب في المشاكل البيئية الاكثر الحاحا في العالم، ومن ضمنها تدهور الأراضي وتلوث الهواء و المياه و التنوع الحيوي. وتطرح ساكنة الدوار المذكور مجموعة من التساولات تتعلق بمسألة ما إذا كان المشروع الذي ستحدثه التعاونية الفلاحية الفتح يتوفر على الحد الأدنى من المقومات والشروط القانونية و البيئية و الصحية اللازمة للترخيص لمثل هذه المشاريع من أجل تحقيق تنمية مستدامة تضمن وتحافظ على سلامة وصحة الإنسان. كما يتساءل السكان حول ما إذا أنجزت دراسة لتقييم الأثر البيئي وفقا لطبيعة المشروع أو موقعه أو نوع التأثيرات التي يمكن أن تنجم عنه. وتشير الرسالة التي بعث بها ساكنة «كارما» إلى المسؤولين بالناظور، إلى أن الرقعة الأرضية التي تنوي التعاونية تخصيصها لمشروعها هي مساحة صغيرة جدا لا تكفي بالكاد لتركيب وبناء وحدة للإنتاج اشترتها وسط الأراضي الفلاحية لساكنة المنطقة، في حين أن قوانين حماية البيئة تفرض على مثل هذه المشاريع توفير مسافات العزل الضرورية بين موقع الإنتاج والأراضي المجاورة ذات الطبيعة الفلاحية والرعوية. ومن بين التخوفات التي يطرحها السكان، هو أن انبعاث الغازات والروائح الكريهة من جراء التخلص من نفايات الطيور وإتلاف النافق منها، سيؤدي مباشرة إلى نزوح السكان عن منطقتهم واستفحال ظاهرة الهجرة القروية وتدمير المجال البيولوجي والبيئي للمنطقة تدريجيا. وأوضحت الرسالة التي توصلت «الأحداث المغربية» بنسخة منها، أن إقامة مشروع إنتاج الدواجن من شأنه الإجهاز على الطبيعة السياحية والحمولة التاريخية للمنطقة، من خلال كون إنشاء المشروع سيؤثر سلبا على درجة الاستقطاب السياحي للمنطقة . وبخصوص الجانب التاريخي، تشير الساكنة، إلى أن المكان الذي تعتزم التعاونية إقامة مشروعها عليه، يحمل رمزية و حمولة تاريخية، بحكم أن المنطقة ووفق ما هو موثق لدى المندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير تحت إسم منطقة «كارما» الذي كان من بين مواقع خزن و عبور السلاح الموجه إلى المقاومة، والذي تم إنزاله من باخرة «دينيا».