بعد قيامنا بزيارة تفقدية لحالة دواوير جماعة أزغار التابعة لدائرة سيدي سليمانإقليمالقنيطرة يوم 5 فبراير 2010 تأكد لنا أن ساكنتها تعيش حالة حصار بسبب قوة الحمولة المائية لواد بهت. وأكد لنا الوردي عبد السلام رئيس الجماعة، وإدريس الشعبي رئيس لجنة المالية في المجلس القروي، وفنان إدريس الملقب بإدريس بلغازي أحد أقدم العاملين في ضيعة مختار، أنه كلما ازدادت الحمولة المائية لواد بهت جراء التساقطات كلما حوصرت مجموعة من الدواوير بهذه الجماعة، ويتعلق الأمر بدوار أولاد يوسف، ودوار مختار، ودوار الدرداك، ودوار التلالسة، ودوار الشبيكة، ودوار الحجاجمة، ودوار الزعارة، ودوار العمارنة، ودوار أولاد الغازي، ودوار العواودة، ودوار الرزازقة. كما أكدوا لنا أن جماعة ازغار تعد من الجماعات الفقيرة في الإقليم، ولا تتوفر على أي مداخيل ذاتية، وتفتقر إلى البنية التحتية خصوصا المسالك والطرق والقناطر والتجهيزات الصحية. كما أن الساكنة تتكون من فلاحين صغار يعيشون من خلال فلاحة معيشية وتربية الماشية، أي أن مداخيل عيشهم مرتبطة ببيع المحصول الزراعي وبعض الماشية في سوق السبت الأسبوعي الكائن بمركز دار بلعامري. ونتيجة لطول مدة الحصار بسبب قوة صبيب واد بهت، فقد أصبحت الساكنة تعيش صعوبات معيشية لعدم وجود معبر يمكنها من الذهاب إلى السوق لقضاء حاجياتها خصوصا بعدما حطم معبر صغير أنجزته الجماعة فيما سبق بسبب الفياضانات. كما يجدون صعوبة كبيرة للالتحاق بالمرافق الصحية في حالة الضرورة خصوصا بالنسبة للنساء الحوامل. أما بخصوص قطاع التعليم، فالدراسة انقطعت في المنطقة منذ أسابيع بسبب عدم تمكن الأساتذة والأطر التربوية والإدارية من الالتحاق بمؤسساتهم لكون أغلبهم يقطنون بمدينة سيدي سليمان. كما أكد لنا رئيس الجماعة أن الأسر تجد صعوبة كبيرة لتمكين أبناءهم من متابعة الدراسة الإعدادية والثانوية بسبب فقرهم وعدم توفر أي مؤسسة للإيواء بمركز دار بلعامري من قبيل دور للطالب أوالطالبة. وبذلك فنسبة متابعة الدروس الإعدادية ضعيفة بتراب الجماعة بسبب ضعف القدرة المادية لأغلب الأسر والتي لا تساعد على توفير الإيواء للأبناء عن طريف الكراء بمركز دار بلعامري (التعليم الإعدادي) أو سيدي سليمان (التعليم الإعدادي والثانوي والتكوين النهني). وعندما يشتد الحصار، لا يجد السكان أي وسيلة للعبور إلى الضفة الأخرى سوى المغامرة بقطع ممر شديد الخطورة لا تتعدى سعته 50 سنتمتر وعال عن الأرض بأكثر من عشر أمتار (أنظر الصور). أما الشيوخ من السكان فيلجؤون إلى قطع هذه المسافة (أكثر من 400 متر) على أربع مستعملين أيديهم وركبتيهم لإحساسهم بالدوخة جراء ارتفاع الممر على الأرض (ممر غير صالح للعبور بل هو مجرد قناة مائية إسمنتية تربط أطراف «الساقية الكبيرة»). وقد ازدادت حدة الحصار بعدما منع أحد المسؤولين عن ضيعة سيدي موسى استعمال القنطرة الموجودة داخل الضيعة من طرف السيارات النفعية التي يكتريها السكان من أجل نقل محصولهم وماشيتهم إلى السوق لبيعها. وفي الأخير أكد لنا الرئيس أن تراب الجماعة يحتاج إلى التفاتة حكومية لفك العزلة على هذه الدواوير من خلال ربطها بالمسالك والطرق وتمكين أطفالها من متابعة الدروس الإعدادية والثانوية، مع تقريب المرافق الصحية من السكان. وأضاف أن الجماعة تتوفر على مستوصف تم بناءه من طرف وزارة الصحة منذ سنة 2001 قرب مقر الجماعة لكنه لا زال مغلقا.