اختتم أمس الأحد بمدينة طنجة مؤتمر "سايفاي إفريقيا" الذي ناقش على مدى ثلاثة أيام مواضيع تتعلق بتأثير التكنولوجيا والابتكار على حياة المجتمعات. وتم خلال المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بحث العديد من القضايا والمواضيع ذات الصلة بأهمية التكنولوجيا في صناعة واتخاذ القرارات بشأن السياسات وكيفية تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على القرار السياسي، إلى جانب التأثيرات التي يمكن أن تحدثها هذه التطورات في طريقة التفاعل بين الأمم والشعوب. كما تم التطرق إلى التأثيرات الراهنة بعد عقود من "التفاؤل الجامح" بشأن تأثير التكنولوجيا في إحداث التغيير، وظهور الأصوات المعارضة لمنصات التواصل الاجتماعي وكيفية معالجة الشركات العملاقة للعجز المتزايد في رصيد الثقة، والدور الذي يمكن أن تلعبه الحكومات في تشكيل مستقبل التكنولوجيا وحاجة المجتمعات الى أطر جديدة لمعالجة النقلة النوعية الناجمة عن التحول التكنولوجي. وأكد المؤتمر في ختام جلساته على أهمية منصات التكنولوجيا باعتبارها مجالا عاما في العالم، حيث ساهمت سرعة تدفق المعلومات وحجمها في تعزيز الحريات السياسية بقدر ما مكنت الخطابات الخبيثة من الانتشار. كما ناقش المؤتمر كيفية مواجهة انتشار الخطابات العنيفة ومحاولة منع هذا المحتوى وكيفية تعاون الحكومات والمنظمات الدولية مع المنصات التكنولوجية لوقفه، وماهي أفضل الممارسات التي يجب أن تعتمدها الأسر والقادة والمعلمون والأطراف المعنية في المجتمع لبناء مجتمعات تقوى على الصمود في مواجهة التطورات والاستخدامات السلبية للتكنولوجيا. وتم خلال المؤتمر عقد حلقة نقاشية تناولت مستقبل الصحافة في العالم في ظل التحولات التكنولوجية التي يشهدها، حيث ناقش المتدخلون "تأثيرات صحافة المواطن ومواقع التواصل الاجتماعي على مستقبل الصحافة التقليدية"، إلى جانب التداول في التأثير السلبي لمنصات التواصل الاجتماعي في مجال الترويج الأخبار الزائفة والمعلومات الكاذبة للتأثير على المجتمعات وقيادة الرأي العام. كما ناقش المؤتمر مستقبل عمليات التصويت في الانتخابات وكيفية مواجهة الحملات وأعمال القرصنة للتأثير على العملية الانتخابية وتوجيه عمليات التصويت، وبحث مستقبل سيدات الأعمال في الميادين التجارية والاقتصادية بدول إفريقيا وآسيا على وجه الخصوص، والاستفادة من الحلول التكنولوجية لزيادة مساهمتهن. وتوقع المجتمعون في المؤتمر أن تسهم عمليات الاعتماد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي واستخدام الروبوت في إحداث تغييرات هامة في طبيعة العمل على نحو لا يمكن تجاهله، معتبرين أن الأمر يتعلق ب "أزمة أو اضطراب إضافي يلوح في الأفق وعلى الدول فصل الحماية الاجتماعية عن العمل لمواجهته". وتميز المؤتمر، الذي شهد حضور حوالي 200 متدخل من 64 بلدا، بمشاركة رئيس الحكومة الاسبانية الأسبق خوسي لويس رودريغيث ثاباتير، والأمينة العامة لنادي مدريد للرؤساء السابقين للدول والحكومات السيدة إلينا أغيرو، ووزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، ورئيس جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، إلياس العماري.