عبدة الشعارات ! مسيرة لأجل رفع الظلم المفترض وقوعه على أناس بسبب أحكام يراها مناصروهم قاسية، أمر قد يبدو مفهوما إلى حد بعيد. قابلا لنقاش كبير ولاختلاف أكبر، لكن في نهاية المطاف هو يندرج في إطار التدافع بين الناس وبين عدم اتفاقهم على رأي واحد في يوم من الأيام، وعدم قدرتهم على تحقيق الإجماع على أي شيء إلا نادرا أما أن يصبح شعار المسيرة "الحرية للوطن"، فالحكاية تبدو هنا أكبر من أن تتحملها عقولنا وقلوبنا المغربية البسيطة، تلك التي لاعلاقة لها بتقسيم بين داخل وبين خارج، تلك التي لا تستطيع رفع علم آخر غير علم المملكة المغربية، تلك التي لا تعرف اللعب على الكلمات لكي تتحدث لنا عن العرق وعن التعالي العصبي، وعن حرية بعض الأجناس وعن عبودية الأجناس الأخرى. صراحة لا نستطيع تفهم هذا الأمر، خصوصا وقد تزامن مع مسيرة سابقة تضامنت مع نفس الأطراف عرفتها روتردام الهولندية، سمعنا فيها بالمباشر الكلام الانفصالي يقول لنا إن الريف ليس مغربيا و "واها" أي وكفى.. هنا قرون الاستشعار الخاصة بخوفنا على الوط، وإيماننا بنفس الوطن تتحرك في نفس كل واحد منا، لأنه من الصعب أن تقنع مغربية واحدة أو مغربيا وادا أن الحرية للوطن ستأتي عبر بوابة الشعار العرقي المبني على تقسيم الناس إلى أجناس متفاوتة، أو على متن شعار يقول لك إن الاستعمار الإسباني أرحم من الاستعمار العروبي أو ماشابه هاته الكوارث التي سمعناها غير مامرة، ولطالما مثلنا دور من لم يفهم شيئا ولا يريد أن يصدق أن من بيننا أناسا يحملون في دواخلم بذور أمور كنا نتخيل أننا قد تخلصنا منها إلى غير رجعة.. شيء ما غير سوي في الحكاية التي انطلقت ذات شاحنة لجمع النفايات في الحسيمة. منذ البدء نرددها: شيء ما غير واضح. يد مبهمة. أصابع خفية. لعب غير بريء، رغبة ما لاتستطيع التعبير عن نفسها بشكل مباشر فتلجأ إلى المشترك الاجتماعي الصعب بين كل المغاربة لكي تحمله غير قليل من العرقية المقيتة والبائدة، ولكي تلعب به لعبة لطالما أكدت أنها لعبة خاسرة وقاتلة ومبيدة للجميع، ولا وجود فيها لمنتصر واحد في نهاية المطاف... الحرية للوطن شعار أكبر بكثير من المطالب التي يرفعها سواء معتقلو أحداث الحسيمة أو من يساندونهم، إن عن حسن نية أو عن العكس، أى عن سوء النية عن سبق إصرار وترصد... حبذا لو شرعنا الآن فقط في المطالبة بحسن النية الجماعية تجاه الوطن، بعد ذلك قد نبحث أمر الحرية هذا ومعانيها ومانريد من خلالها لهذا الوطن المسكين الذي لاخيار له إلا أن يسمع الجميع يتحدث باسمه دون أن يكلف هو أيا كان من هذا الجميع بعملية النطق هاته، سواء كانت صادقة أم كاذبة... علي يأكل الثوم ! استجار غريق بغريق: الوطن الجزائرية تأكل الثوم بفم المرابط، هذا هو التلخيص الأكثر أمانة للحوار المثير لكثير المشاعر المتناقضة الذي منحته "الوطن" للصحافي سابقا علي المرابط أو منحه لها الرجل أو الله أعلم بمن منح ماذا لمن بالتحديد. "الوطن" الجزائرية تركت مشاكل الحراك القائم في البلد الجار، ولم تستوعب حتي الموقف العاقل للمغرب وهو يقرر عدم التدخل في الشأن الجزائري، وطلبت من علي المرابط أن يقول لها شيئا سيئا ما عن المغرب تقدمه لقرائه وتنسى به للحظات مايجري هناك من حرب ضد العصابة وضد "السيستيم" الذي لا يريد الرحيل طبعا المرابط الذي لم يعد له صيت داخل بلاده، ولم يعد يمارس المهنة التي يقول إنها مهنته، وجد الفرصة سانحة لكي يصفي الكثير من حساباته مع كل الجهات بدءا من فاليري جيسكار ديستان الرئيس الفرنسي الأسبق، ووصولا إلى فيليبي غونزاليز رئيس الوزراء الإسباني الأسبق أيضا مرورا بالطاهر بن جلون وليلى السليماني ونيكولا ساركوزي وإيمانويل ماكرون بل ووصولا إلى الجرائد العربوفونية و الفرانكوفونية في المغرب كلها دون نسيان كل الأحزاب المغربية، وكل التنظيمات النقابية وكل الجمعيات بل كل من يتنفس المغرب رأيا آخر غير الرأي الذي يؤمن به المرابط، على افتراض أن لدى "علي" رأيا ما يؤمن به فعلا غير الآراء التي كانت تحقق له مصالحه المادية ذات يوم يوم كان يمارس الصحافة المقنعة وو يشتغل لدى الجهة الشهيرة التي حوار عندما تطالعه تطمئن على المغرب وتقول إنه في الطريق السليم، لأن الذي يهاجم العالم بأسره ويعتقد أنه الوحيد الذي يمتلك الحقيقة يعطيك الإحساس الأكيد أنه يعيش - مسكين الله يرد بيه- في عوالمه الخاصة به، هو الذي كان يتوهم في السابق أن الأشباح تطارده ثم اعتقد أن كل أجهزة المخابرات في العالم تتبع خطاه، ثم تصور في لحظة من اللحظات أنه أصبح الصحافي الوحيد في الدنيا الذي يستطيع قول الحق، وأن الآخرين كل الآخرين مجرد مرتزقة يشتغلون لدى كل الجهات الخفية لتي يمكن تخيلها وحتى الأخرى التي لا تخطر على بال. ماذا قال المرابط للوطن الجزائرية التي تركت ماتعرفه الجزائر "كاع" واهتمت بالشأن المغربي "مسكينة"؟ في الحقيقة لا شيء، أكد أننا نعيش في طنجرة ضغط وبشرنا - والشكر له موصول - أنها ستنفجر في وجوهنا جميعا، ولم يقل لنا الموجود داخل الطنجرة، ولم يقل لنا أساسا التوابل الموضوعة داخل هاته الطنجرة ولا أنواع الخضر واللحوم المصاحبة لها، ولم يقل لنا أساسا محله هو بالتحديد من هاته الطبخة المغربية، ولا محل الجريدة الجزائرية التي ذهب لكي يحاورها - وهذه ليست أول مرة يلجأ فيها علي للجزائر ولصحف معينة في الجزائر لا تكن كثير الحب للمغاربة - والتي كانت تلقي عليه أسئلة واضحة الإجابة وتريد منه فقط أن يترك الطبخة المغربية كلها وأن يأخذ من مكوناتها الثوم فقط لكي تأكله هي بفم علي المرابط عادي جدا، فقد تعود المغاربة ألا يشتموا من فم علي إلا الرائحة التي تشبه رائحة الثوم بعد المضغ، وتعودوا أن يبعدوا أنوفهم عنه وجهه وهو يتكلم، عكس الجريدة الجزائرية التي حشرت أنفسها في فم علي وفي شأن مغربي لا علاقة لها به إطلاقا. هل من جديد إذن؟ إطلاقا. إذن فلتتحركوا فلاشيء يستحق الانتباه. circulez y'a rien a voir ملحوظة على الملحوظة (دائما لاعلاقة لها بماسبق) تهريب لقاءات الكرة من مدنها الأصلية ليس حلا، ولم يكن أبدا حلا ولن يكون في القادم من الأيام والسنوات حلا.. مباريات كبرى مثل لقاء الديربي البيضاوي لا معنى لها حين يتم تنقيلها تعسفا إلى مدن ثانية رغم جمالية هاته المدن، ورغم جودة ملاعبها مثل حال مراكش البهجة وملعبها الكبير المتميز.. هناك مكان واحد للديربيات العريقة والعتيقة هو المكان الأول الذي صنعت فيه هاته الديربيات تواريخها العتيدة لدى من يحبون هاته الفرق. ماعدا ذلك فهلوة فاشلة للتحايل على عديد الأشياء لن يكون قدرها إلا الفشل باستمرار..