تتجه الأنظار طيلة شهر أبريل الجاري الى عدد من الاجتماعات التي سيعقدها مجلس الأمن الدولي حول النزاع المفتعل في الصحراء المغربية. الهيئة الأممية أدرجت أربع اجتماعات في جدول أعماله المرتقب بشهر أبريل المقبل، أولاها الاجتماع الذي سيقدم فيه المبعوث الأممي تقريره الجديد يرصد فيه تطورات النزاع على المستوى الميداني وحصيلة لقاءاته مع مختلف الأطراف, وسيكون آخرها الإجتماع الذي سيتم فيه التصويت على قرار يحدد فيه مصير بعثة المينورسو . وسيعقد مجلس الأمن اجتماعا خاصا في التاسع من أبريل المقبل سيخصص لبحث تمويل البعثة الاممية ، ويليه اجتماعا آخر يوم 10أبريل سيخصص لبدء المشاورات بشأن مسودة قرار حول النزاع ومصير بعثة المينورسو. كما سيتم التداول في نهاية الشهر أي يوم 29 أبريل في مشروع مسودة قرار أممي جديد حول النزاع المفتعل وخاصة مصير بعثة المينورسو قبل التصويت عليه في اليوم الموالي . يأتي ذلك بعد أن عقد هورست كوهلر المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي مائدتين مستديرتين بجنيف السويسرية أولا في شهر دجنبر المنصرم وثانيها في شهر مارس الأخير وشاركت فيها وفود المملكة المغربية و الجزائر وموريتانيا والبوليساريو. وقال المعبوث الاممي كوهلر، خلال ندوة صحافية عقب انتهاء أشغال المائدة المستديرة الأخيرة أن "المائدة المستديرة الأولى كانت تعتبر كخطوة صغيرة لكنها مشجعة من أجل ايجاد حل لنزاع الصحراء. وهذه المرة، كان هدفي هو مواصلة الدينامية الايجابية من أجل معالجة قضايا أكثر تعقيدا في هذا النزاع." واضاف المبعوث الاممي "لن تتفاجؤوا أن هذا لن يكون سهلا. هناك المزيد من العمل على الوفود القيام به من أجل بناء مزيد من الثقة، ولن يكون هناك حل سريع للنزاع،" يقول المبعوث الأممي للصحراء الغربية مشددا على أن مجرد جلوس أطراف النزاع على المائدة المستديرة والإستماع إلى بعضهم البعض "يعتبر خطوة جيدة من أجل بناء الثقة لتحصيل التقدم في مسار تسوية النزاع." أما بخصوص البلاغ المشرك، الذي اتفقت عليه الأطراف، فقد جاء فيه حسب كوهلر، أنه "وبدعوة من المبعوث الأممي للصحراء الغربية، التقت وفود كل من المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا في مائدة مستديرة ثانية نواحي جنيف، وذلك بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2440." وأضاف البلاغ، وفق كوهلر، أن الوفود رحبت بنتائج المائدة المستديرة الاولى والتزمت بمواصلة العمل مع المبعوث الأممي للصحراء الغربية. وأشار البلاغ إلى أن الأطراف اتفقت على أنه يجب بناء مزيد من الثقة. وناقشت الوفود سبل ايجاد حل سلمي وواقعي ودائم ومقبول من جميع الأطراف لنزاع الصحراء الغربية، بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن مضيفا أن الأطراف اتفقت على عقد لقاء جديد بنفس الشكل. وقال ناصر بوريطة وزير الخارجية أن الحكم الذاتي حل واقعي و يضمن تقرير المصير كما هو متعارف عليه في أدبيات الأممالمتحدة، واضاف حضرنا الإجتماع الثاني، و نتمنى أن يكون اللقاء المقبل أكثر عمق بشأن هذا الحل الواقعي، المغرب يريد مسلسل تدخل فيه الأطراف بنية حقيقية بعيدا عن لغة الماضي و مقاربات متجاوزة و حلول مستحيلة، المغرب لا يريد مسلسل من أجل مسلسل، و يتمنى أن تكون اللقاءات المقبلة فرصة للدخول في صلب الموضوع، و ما يقوله مجلس الأمن هو حل واقعي عملي و دائما مبني على التوافق.