قدم الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بن شماش، مشروع خارطة طريق جديدة أمام مناضلات ومناضلي الحزب في سياق الانبعاث المنشود للحزب، وتحرير المشهد الحزبي والسياسي من الرتابة والملل والإحباط التي تهيمن عليه، وسد الفراغ الناتج عن غياب مبادرات قوية قادرة على تعبئة فئات واسعة من المجتمع، على غرار مبادرة المصالحة. وكشف بن شماش، استنادا إلى مصدر مقرب منه، عن مبادرات جديدة اقترح على مناضلات ومناضلي الحزب تملكها والانخراط فيها بعد تذليل الحزب لآخر عقبة في طريق التجاذبات التي عرفها التنظيم في الشهور الماضية، وذلك لتجاوز واقع الإحباط الذي يحيط بالمشهد السياسي الراهن. ويقترح بن شماش، ضمن هذه المبادرات التي يقول إنها تندرج ضمن فكرة الوطنية الثانية، التي سبق أن بلورها خلال انعقاد لقاء طنجة التشاوري لشبكة الأحزاب الديمقراطية في شمال إفريقيا، اشهر فبراير الماضي، ويسعى إلى حشد التعبئة والنقاش حولها، طرح جيل ثاني من المصالحات التي تتجاوز رد الاعتبار للحقوق المدنية و السياسية، لتشمل المصالحة بشأن انتهاكات الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية. ويؤكد بن شماش، في هذا السياق، أن الساحة الوطنية عرفت أحداثا جسيمة تستوجب من الحزب بلورة مبادرات بشأنها ( الحراك الاجتماعي، وحراك الريف الذي انطلق بعد مقتل السماك محسن فكري، الأراضي السلالية، حقوق سكان المناطق الغابوية والمنجمية، التأخر في مجال ضمان الحقوق اللغوية و الثقافية الأمازيغية... ويعتبر بن شماش، أن فكرة "الوطنية الثانية" قائمة على المواطنة الدستورية، التي يتساوى فيها الجميع، وذات البعد الدامج، بكل أبعاده السياسية والثقافية والاجتماعية والمجالية وبمعناه القائم على التضامن بين الأجيال. كما أن فكرة الوطنية الثانية تتجاوز ضمنيا (ليس بمعنى القطيعة ) بل بمعنى الانتقال من إرث الوطنية الأولى (الحركة الوطنية) الذي لم يكن حاملا ( أو لم يكن حاملا بشكل كاف) لفكرة التنوع الثقافي واللغوي والمجالي والديني للمغاربة. إنها ترتكز، بالتالي، على الاعتراف بالمغاربة كمواطنات ومواطنين متساوين دون تمييز فيما ينهم، و بالاعتراف بهم في تنوعهم و تعددهم. ويؤكد بن شماش أن فكرة الوطنية الثانية مرتبطة بسردية تأسيس (الحركة لكل الديمقراطيين) ولاحقا تأسيس حزب الأصالة و المعاصرة، وهي وليدة السياقات الواعدة لتجربة العدالة الانتقالية (خلاصات تجربة هيأة الإنصاف والمصالحة) ولتجربة التفكير الجماعي في مسار التنمية المتخذ منذ الاستقلال (تقرير الخمسينية). وهي تفاعل واع وإرادي مع آمال المصالحات الثقافية والمجالية ومع آمال التحديث التي حملها، و لايزال، العهد الجديد منذ 1999. كما ترتبط الوطنية الثانية بالتحديات المتعلقة بتوسيع المشاركة السياسية خاصة لدى الشباب والنساء، ولدى الطاقات السياسية والمدنية المنتمية إلى "المغرب العميق". وكان بن شماش، أثار مجددا فكرة الوطنية الثانية ، خلال اللقاء الجهوي الذي أطره بمدينة طنجة الأحد الماضي، والذي أكد خلاله استعادة حزب الأصالة والمعاصرة لزمام المبادرة، وتكريس تموقعه الريادي في المشهد الحزبي الوطني. ودعا بن شماش خلال هذا اللقاء، مناضلات ومناضلي الحزب إلى الابتعاد عن الانخراط في صناعة الأوهام حول من سيحصل على الرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة. وأكد أن الحزب سيأخذ مكانه في المشهد السياسي والانتخابي الوطني ولن يرضى بأقل مما حصل عليه في الانتخابات التشريعية لسنة 2016 . ووجه انتقادا شديدا إلى ما سماه الثنائية المصطنعة التي يتم الترويج لها إعلاميا، في الوقت الحاضر، موضحا أن الأصالة والمعاصرة لن ينخرط في صناعة الأوهام ، بل سيمضي قدما في تقوية بنائه التنظيمي، وتعزيز ريادته السياسية والانتخابية.