أفاد المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة بأن تأسيس التنظيم لم يكن أبدا ولن يكون تدبيرا مصطنعا، ولا أداة للتراجع عن مكتسبات البلاد في مجال الانتقال والتوطيد الديمقراطيين، خلافا للرواية التي أراد لها خصوم الحزب من مختلف المواقع، دعاية وانتشارا ومحاولة للترسيخ في الذاكرة الحزبية. وأوضحت رسالة صادرة عن الحزب بمناسبة ذكرى تأسيسه العاشرة، التي تصادف 8 غشت، أن السردية الحقيقية لتأسيس "حزب الجرار" تجعل منه وليد السياقات الواعدة لتجربة العدالة الانتقالية (خلاصات تجربة هيأة الإنصاف والمصالحة) ولتجربة التفكير الجماعي في مسار التنمية المتخذ منذ الاستقلال (تقرير الخمسينية)، كما تجعل منه تفاعلا واعيا وإراديا مع آمال وآفاق المصالحات التي لم تكتمل بعد خاصة في أبعادها الثقافية والمجالية". وضمن السردية نفسها، تضيف الوثيقة ذاتها، "فإن العرض السياسي للحزب لم يكن إلا ممارسة لحق سياسي أصيل غير قابل للمصادرة، في تقديم جواب، ضمن أجوية أخرى، عن تحديات جمة؛ بعضها متعلق بتوسيع المشاركة السياسية خاصة لدى الشباب والنساء، ولدى الطاقات السياسية والمدنية المنتمية إلى "المغرب العميق"، وبعضها متعلق بالمواجهة الشجاعة، بكل تكاليفها، للمخاطر السياسية المحدقة بقيم الحداثة والمجتمع الديمقراطي والتنوع المجتمعي والثقافي، وبعضها مرتبط بتحديات ضارية آتية من بيئة جهوية ودولية شديدة القساوة والتعقيد، وهي جميعها مخاطر فعلية لا يمكن إيهام أي كان بعدم وجودها". وعرّجت الوثيقة على مرحلة تأسيس "حركة لكل الديمقراطيين"، معتبرة أنها تأسست بنفس الروح التي سيحملها لاحقا حزب الأصالة والمعاصرة، في سياق مساهمته، إلى جانب كل الفاعلين السياسيين في بلورة فكرة "الوطنية الثانية"، القائمة، من جهة، على المواطنة الدستورية ذات البعد الدامج، الدمج بكل أبعاده السياسية والثقافية والاجتماعية والمجالية وبمعناه القائم على التضامن بين الأجيال، ومن جهة ثانية، على "تامغربيت" بوصفها العنوان الذي يلخص بشكل مكثف الهوية. كما اعتبرت وثيقة "البام" أن الديناميات الاجتماعية والاحتجاجية التي عرفها المغرب، خاصة منذ النصف الثاني من العشرية المنصرمة، وفي سنة 2011 على الخصوص، "لم تكن أبدا ضد القيم والعرض الذي يحمله الحزب، وإنما هي في العمق طلب لها، حيث إنها، خلافا لما تروجه القوى السياسية المحافظة، مظهر صحي وواعد لطلب مجتمعي على الحقوق، بكل أنواعها المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية". لقد واجه حزب الأصالة والمعاصرة، في ظرف عشر سنوات، تواصل الرسالة، "تحديات التأسيس، والبقاء وتحدي توطيد تنظيمه، في بيئة صعبة وغير ملائمة. كما واجه العرض السياسي للحزب بيئة غير متعودة -إن لم نقل معادية - لأسباب تاريخية وثقافية، على شروط التنافس السياسي العادي. وتعامل الحزب مع جميع هذه التحديات بنجاح أحيانا، وبقصور وإخفاق في حالات أخرى". وأوضح المكتب السياسي، في رسالته، أن الحزب سيدشن، في الأسابيع القليلة المقبلة، على قادة التعاقد وبيد ممدودة، وبرغبة قوية وصادقة في بناء توافقات واسعة مع الفاعلين السياسيين والمدنيين والاجتماعيين الذين يتقاسمون معه قيم المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي، "مسارا تشاركيا لبناء تحالفات واسعة بشأن الإجابات العملية التي يتعين علينا تقديمها بشأن القضايا الحقيقية للمواطنات والمواطنين، تلك القضايا عينها التي ما فتئ جلالة الملك، يشير إلى أهميتها الفائقة في خطبه ورسائله المتوالية"، بتعبير الوثيقة. كما أوضحت رسالة "البام" أن هذا الأخير يسعى إلى تحيين عرضه البرنامجي على النحو المبين في وثيقة "خارطة الطريق" التي تقدم بها الأمين العام المنتخب، وفي المبادرات العملية العشرين التي قدمها الحزب مساهمة منه في التفاعل الفوري والعملي مع خطاب العرش ل29 يوليوز 2018.