أبرز وزير العدل، محمد أوجار، أمس الاثنين بالرباط، دور المدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية، المغربية أو المنتمية إلى شبكات دولية، في النهوض بالحرية والديمقراطية. ونوه أوجار، في كلمة خلال افتتاح حفل تخليد الذكرى ال50 لتأسيس مؤسسة فريدريش ناومان من أجل الحرية باعتبارها أقدم مؤسسة أجنبية بالمملكة، بانخراط هؤلاء المناضلين من أجل الحرية، داعيا إلى تكريس أعمالهم والتشبث الوثيق بحقوق الإنسان، من أجل إعلاء القيم الكونية وكسب المعركة من أجل الحرية والقانون واحترام حقوق الإنسان. وأشاد بمبادرات مؤسسة فريدريش ناومان، معربا عن "الاعتزاز" بالتعاون، منذ سنة 2002، مع هذه الهيئة التي تضطلع بدور هام في دعم المدافعين عن حقوق الإنسان، والتي نجحت في نسج والحفاظ على علاقات وثيقة ومستمرة خاصة مع المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ومراكز البحث والجامعات. وبعد أن ذكر بتشبث المغرب بالمبادئ الأساسية المتمثلة في الكرامة والحرية واحترام حقوق الإنسان، سجل أوجار أن المملكة قامت بخيارات جريئة، موضحا أن المغرب أطلق، بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مسلسل المصالحة الوطنية من أجل تسوية ملف ماضي انتهاكات حقوق الإنسان. وجدد الوزير التأكيد، في هذا الصدد، على تشبث المغرب بالقيم الكونية لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن الاختيارات الاستراتيجية للمملكة واضحة وتتمثل في دولة القانون والدولة الديمقراطية، والنهوض بالحريات واحترام حقوق الإنسان. من جهته، قال مدير مؤسسة فريدريش ناومان بالمغرب، السيد أولاف كلارهوف، إن المؤسسة تدعم الهيئات والجمعيات الشريكة بكافة جهات المملكة وتعمل على توحيد الجهود، بهدف تنظيم تنظيم مؤتمرات وورشات وندوات ونقاشات لتمكين مواكبة أفضل للتنمية بالمغرب. وسجل، خلال الحفل الذي حضره على الخصوص سفير ألمانيا بالمغرب، غوتز شميدت بريم، ومدير مكتب المؤسسة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هوبرتوس فون ويلك، أن برامج المؤسسة، الغنية والموجهة، مكنت الشباب الرائد من العمل بصفتهم طرفا فاعلا يتوفر على الأدوات الملائمة لإرساء أفكار مبتكرة في مجال المقاولة الاجتماعية، والممارسات الديمقراطية الجيدة وقيم الحرية والمبادرة المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة. وأشار المسؤول إلى أن الاحتفال يعد مناسبة للتأكيد على قوة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وألمانيا، مذكرا بأن المؤسسة ساهمت في إحداث مركز تكوين الصحافيين في 1969، الذي أضحى يحمل اسم المعهد العالي للإعلام والاتصال، وحركة المقاولين الشباب بالمغرب في 1990، التي تم ربطها لاحقا بالاتحاد العام لمقاولات المغرب لإحداث فدرالية المقاولات الصغرى والمتوسطة. وأضاف أن المؤسسة ساهمت في 2006، بتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ومنتدى المواطنة، في إنشاء المعهد المغربي للديمقراطية، معتبرا أن المؤسسة أضحت منصة محورية هامة للابتكار من أجل الحرية بالمغرب.