في الوقت الذي يتميز فيه المغرب بمشاركته اللامعة في مهرجان السينما والتلفزيون الإفريقي بواغادوغو المعروف بالفيسباكو ، والمعروف أكثر باعتباره أكبر مهرجانات القارة بعد مراكش في هذا المجال، بدأ منذ الجمعة في طنجة على استحياء مهرجان يوصف بأنه وطني للفيلم يدبره بطريقة هاوية وبعيدة عن كل تناول سينمائي فعلي الناس الذي وضعهم الوزير السابق للاتصال مصطفى الخلفي على رأس « السي سي إم » انتقاما فقط من المدير السابق نور الدين الصايل لخلافات شخصية وإيديولوجية لطالما تحدنا عنها في السابق... المثير للانتباه أن الصايل نفسه يحظى في الدورة الحالية للفيسباكو باستقبال خرافي ومتميز، لأن القارة الإفريقية تعرف حجم الحب الحقيقي الذي يكنه هذا الرجل للسينما، وتعرف مدى إيمانه بضرورة جعل الفن السابع بوابة عبور نحو جنوبنا الممتد فينا، المنتمي إلينا، والمنتسب إلينا، والمنتسبين إليه بكل قوة وإصرار.. المثير أيضا للانتباه أن وزارة الاتصال في نسختها السابقة، عمدت إلى شن حرب حقيقية على مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية، وأكدت بما لايدع مجالا للشك أنها لا تؤمن بهذا الامتداد الإفريقي لسينمانا المغربية أو هي لا تريد أن تؤمن به لأنه يأتي عن طريق نور الدين الصايل بالتحديد. الصايل وفي أحاديث نقلتها عنه وكالة المغرب العربي للأنباء أشار إلى أهمية حضور المغرب في الدورة الخمسين للفيسباكو العريق، وإلى أهمية أن تساند المملكة هذا الحدث الثقافي والفني الكبير. وطبعا من دبروا أمر طنجة بليل، واستطاعوا أن يقتلوا ذلك الزخم السينمائي الجميل الذي كان لا يفقهون شيئا في هاته الأمور، لأن انشغالاتهم إنتاجية بالدرجة الأولى، والسينما لديهم « سبوبة عيش » مثلما يقول المصريون لا أقل ولا أكثر... أما من ساعدوهم على الوصول إلى المكان الذي هم فيه الآن، فهم أناس لايؤمنون أصلا بالسينما إلا إذا كانت تقدم لهم صورتهم هم في المرآة. لذلك أصيب فننا السابع في مقتل حقيقي، بعد فترة نجاح شهد بها الأعداء قبل الأصدقاء، ولذلك يحق لنا طرح السؤال المغربي الأبدي والدائم والقادر باستمرار على التجدد: « لماذا نحارب أنفسنا وبلدنا بهذا الشكل الغبي من خلال محاربة كل ناجح فيه؟ لماذا أيها السادة الأذكياء؟ »