بعد أن استفاق من غيبوبته، دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، شعبه إلى تغليب مصلحة البلاد على (رغم) تنوع الأفكار للحفاظ على استقلالها وأمنها، في تصريحات تزامنت مع انطلاق سباق الرئاسة المقرر في 18 أبريل القادم. وطبعا كلام بوتفليقة، لم يكن مسجلا، بل جاء عبر رسالة له بمناسبة اليوم الوطني للشهيد، الموافق ل18 فبراير من كل عام، ونشرت مضمونها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية. وقال بوتفليقة، أناشد جميع أبناء وبنات شعبنا الأبي (..) إلى تغليب مصلحة الجزائر على تنوع الأفكار كلما تعلق الأمر بالحفاظ على استقلالنا السياسي والاقتصادي والأمني ، مايعني أن عدم ترشيحه هو اختيار للفوضى! وبعد أن أشار إلى الأمن والاستقرار الذي تعيشه بلاده بفضل مجهودات الجيش، لفت إلى أن أمن الجزائر لا يتطلب القوة المسلحة فحسب، بل يتطلب كذلك الوعي والوحدة، والعمل والتوافق الوطني . وتزامنت الرسالة الجديدة لبوتفليقة مع انطلاق سباق انتخابات الرئاسة المقررة في 18 أبريل القادم التي توصف بالمثيرة للجدل بعد قراره المشاركة للفوز بولاية خامسة. وفي 10 فبراير الجاري، أعلن بوتفليقة، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة؛ تلبية لمناشدات أنصاره، متعهدا في رسالة للجزائريين بعقد مؤتمر للتوافق على إصلاحات عميقة حال فوزه. وتعيش الجزائر، خلال الأيام الأخيرة، على وقع احتجاجات محدودة الانتشار ضد ترشح الرئيس بوتفليقة، لولاية خامسة، لكن شبكات التواصل الاجتماعي تعج بدعوات مجهولة للتظاهر، الجمعة المقبل. وخلال الأشهر الماضية، شهدت الجزائر دعوات من الموالاة لبوتفليقة من أجل الاستمرار في الحكم، لكن معارضين دعوه إلى الانسحاب بدعوى عجزه عن آداء مهامه بسبب جلطة دماغية تعرض لها في 2013، وأفقدته القدرة على الحركة ومخاطبة شعبه. وتحاول أقطاب المعارضة في البلاد التحالف لمواجهة بوتفليقة في هذه الانتخابات، التي يرى مراقبون أنها محسومة سلفا لصالحه، بحكم الدعم الذي يحظى به من الموالاة ورجال المال ومؤسسات أخرى. وحددت قوى معارضة، الأربعاء المقبل، موعدا للاجتماع من أجل اختيار شخصية توافقية لدخول السباق.