وكالات 19 مارس, 2018 - 05:35:00 اعتبر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، أنّ التنافس على الحكم يحتّم وضع مصلحة البلاد فوق الجميع، في وقت بدأ فيه العدّ التنازلي لانتخابات الرئاسة المقررة بالنصف الأول من 2019. جاء ذلك في رسالة توجّه بها بوتفليقة لشعبه، اليوم الإثنين، بمناسبة إحياء "عيد النصر" الذي يصادف 19 مارس من كل عام، ويمثل رمزيًا ذكرى تاريخ وقف إطلاق النار بين الثوار الجزائريين وفرنسا عام 1962، بعد مفاوضات مهدت لاستقلال البلاد. ووفق الرسالة التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية بالجزائر، قال بوتفليقة: "يحق للساحة السياسية في بلادنا أن تعرف تنوعًا وصراع البرامج، وسعي الجميع للوصول إلى سدة الحكم". ومستدركًا: "غير أنه من واجب الجميع المساهمة في هذه الحركة الديمقراطية التعددية، مع جعل الجزائر والمصالح العليا لشعبها فوق الجميع". وتابع: "كما أنه من الضروري أن يستمر مجتمعنا في ترقية ثقافة الحقوق والحريات، مع الحفاظ على المصالح الجماعية والعليا لمجتمعنا". وأضاف بوتفليقة إن الجزائر عادت بعد هذه المرحلة من تاريخها إلى مسيرة البناء والتشييد من خلال "الاستلهام بقيمنا السمحة لكي نغلب الصلح على الفتنة ولكي نؤثر كذلك مصلحة الوطن على مصالحنا الفردية". أما بالنسبة للوقت الراهن، قال بوتفليقة ان الجزائر التي تعاني جراء تقلبات السوق العالمية التي أدت إلى فقدان نصف مداخيلها الخارجية "تصمد مرة أخرى وتسهر في كنف السيادة على تعبئة قدراتها لاجتياز هذا المنعرج الصعب والحفاظ على مسار البناء والتشييد والإقبال على اقتصاد متحرر من التبعية المفرطة للمحروقات". ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة بالجزائر، في النصف الأول من 2019، وهي الفترة التي تصادف نهاية ولاية بوتفليقة الحالية. ودخلت الولاية الرابعة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة (81 سنة) عامها الأخير، بعد أن كانت أكثر فترات حكمه جدلًا بسبب تعرضه، في أبريل 2013، لجلطة دماغية أفقدته القدرة على الحركة ومخاطبة شعبه. ولم يظهر الرئيس الجزائري أو محيطه مؤشرات واضحة حول نيته مغادرة الحكم، لكن بعض أنصاره من حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، وحتى من "اتحاد الزوايا"، وهو أكبر تجمع لمنظمات صوفية بالبلاد، ينوون إطلاق حملة قريبًا لدعوته للترشح لولاية خامسة العام المقبل. في المقابل، تتصاعد دعوات المعارضة للرئيس بوتفليقة لمغادرة الرئاسة وضمان انتقال سلس للسلطة، كما أعلن سياسيون عن مبادرة من أجل التفاف المعارضة حول مرشح واحد، لكنها ما زالت قيد التشاور الأولي.