كد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اليوم الاثنين أن أمن الجزائر لا يتطلب القوة المسلحة فحسب، بل يتطلب كذلك الوعي والوحدة، والعمل والتوافق الوطني. ودعا بوتفليقة، في رسالة بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشهيد، قرأها نيابة عنه "وزير المجاهدين" الطيب زيتوني، الجزائريين لأن يكونوا "يدا واحدة على صون رسالة الشهيد، وحفظ أمانة الشهيد بالاستمرار على درب البناء والتشييد، وإلى تغليب مصلحة الجزائر على تنوع الأفكار كلما تعلق الأمر بالحفاظ على استقلالنا السياسي والاقتصادي والأمني". وأشار بوتفليقة، في رسالته اليوم، إلى ما وصلت إليه بلاده خلال فترة حكمه، من "أمن واستقرار خلال الفترة الماضية". وحذّر بوتفليقة مما وصفه ب"المخاطر"، قائلا: "نحن نعيش في فضاء يَعُجُّ بمخاطر وتقلبات يجب علينا الحرص على حفظ المكاسب والتجند لتحقيق المزيد من التقدم." وأكد بوتفليقة أن الحرية في بلاده اليوم، حقيقة ملموسة "فجميع الحريات التي تنعم بها الشعوب المتقدمة هي اليوم ببلادنا، من تعددية سياسية إلى حرية التعبير، إلى حقوق الإنسان، والمناصفة بين الرجال والنساء". وتزامنت رسالة بوتفليقة اليوم مع حملة يقودها شباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي ترمي إلى الخروج في مسيرات شعبية حاشدة يوم الجمعة القادم للتنديد بترشحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل المقبل . وعلى صعيد ذي صلة، حذّر حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعارض في الجزائر من إساءة استغلال المسيرات السلمية المزمع انطلاقها تنديدا بترشح بوتفليقة. وقال الحزب، في بيان، إن عددا من الولايات ستخرج في مسيرات سلمية "لتستعيد سيادة الشعب وكرامته، بعدما تمت إهانته بإعادة تقديم بوتفليقة للمرة الخامسة نحو الحكم". ونبه البيان، الشباب الذي ينوي المشاركة في المسيرات، إلى ما وصفه ب"محاولة البعض لإلقاء التهم عليهم، كالتخريب والمساس بالأمن العام"، مشيرا إلى أنه يجب الحذر دون التخلي عن مبدأ التعبير عن الرأي والخروج للشارع. واستنكر الحزب ما اعتبره تجاوزات صارخة للدستور الجزائري، معتبرا أنه "حان الوقت للتغيير"، داعيا الشباب إلى "الالتفاف حول الوطن وعدم الرضوخ للتخويفات التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تربط المسيرات بحدوث منزلق أمني ".