حذر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الجزائريين ممن وصفهم ب "المغامرين السياسيين"، ودعاهم إلى التحلي باليقظة مع اقتراب الاستحقاقات الرئاسية المقررة في شهر أبريل 2019 . جاء ذلك في رسالة وجهها بوتفليقة لولاة الجزائر خلال لقائهم مع الحكومة في العاصمة الجزائرية، أمس الأربعاء 28 نوفمبر 2018، وقرأها الأمين العام برئاسة الجمهورية، واعتبر فيها أن "المغامرين السياسيين" يريدون الزج بالبلاد نحو "المجهول". ودافع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، في راسلته التي اعتبرها المتتبعون أنها موجهة لخصومه المفترضين، عن الإنجازات المحقَّقة منذ قدومه إلى الحكم عام 1999، وأكد أن الذين يتجاهلون وينسون الإنجازات المحققة "مغامرون" يسوّقون لسياسة نكراء، ولا يمكن أن يكون هؤلاء سواعد للبناء. ودعا الرئيس الجزائري ولاة الجمهورية إلى التحلي باليقظة، تحسباً لرئاسيات 2019، مشدداً على أن المراوغات السياسية ترتفع حدتها في هذه الفترة، "بشكل يفضح نوايا أصحابها المبيتة، لكن سرعان ما تختفي بعد اجتياز تلك المحطة السياسية". وتابع بوتفليقة بالقول: "من واجبكم اليوم أن تتحلوا باليقظة، لتمكين الشعب من ممارسة سيادته ومواصلة مسيرة البناء والتشييد، لأن البعض يقتتل رهانات الماضي والمستقبل، ويروجون لهذا التوجه". ولفت الرئيس الجزائري إلى أن المسألة تتعلق بصون وحماية الإنجازات خلال العقدين الماضيين، والارتقاء إلى مستوى أعلى. وأضاف بوتفليقة: "هناك دوائر وخلايا تستهدف البلاد مع اقتراب كل استحقاق انتخابي"، داعياً الجزائريين إلى "التحلي باليقظة وعدم الانصياع للخطاب الانهزامي". وخلال هذا اللقاء، تم عرض شريط مصور عن خطابات الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة منذ توليه رئاسة البلاد عام 1999، حملت مقتطفات من زياراته لبعض الولايات، وكذا الوعود التي قطعها للشعب الجزائري بإخراج البلاد من العشرية السوداء والمصالحة الوطنية. وكان حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر أعلن على لسان أمينه العام المستقيل جمال ولد عباس، في شهر أكتوبر 2018، أن بوتفليقة سيكون مُرشَّحَه في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في أبريل 2019. وأعلنت أحزابٌ جزائرية ذات نفوذ وكذلك الاتحاد العمالي الرئيسي في البلاد دعمها لترشح بوتفليقة. وجرى قمع الاحتجاجات التي تعترض على ترشُّح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، البالغ من العمر 81 عاماً. وفي ظهور نادر أمام الجمهور هذا الشهر، خلال احتفالية للترحم على أرواح شهداء البلاد في حرب الاستقلال، بدا بوتفليقة ضعيفاً ومنحني الظهر في كرسيه المتحرك. ورغم ان حالته الصحية متدهورة جدا، إلا أن القنوات التلفزيونية تحاول إظهاره من خلال إخراج مسرحي وباستعمال وسائل وآلات سمعية وميكروهات بعد ان فقد صوته منذ أعوام. وفي شهر شتنبر 2018، صرح برنار باجوليه، مدير الاستخبارات الفرنسية الذي كان سفيراً لفرنسا لدى الجزائر من قبل، أن بوتفليقة لا يزال حياً بفضل الوسائل الاصطناعية. ويقول مُحلِّلون ومعارضون إن الحملة التي تؤيد عهدة رئاسية خامسة لبوتفليقة، رغم مرضه الظاهر، تشير إلى أن وسطاء السلطة السياسية والعسكرية في الجزائر غير قادرين على الاتفاق حول خليفة لبوتفليقة.