باءت كل المحاولات لإنقاذ الشاب عياش محجوبي الجزائري بالفشل، وأعلنت الوقاية المدنية الجزائرية الأحد 23 دجنبر 2018، وفاة الشاب عياش الذي ظل لمدة ستة أيام محتجزاً في بئر على عمق 30 متراً تحت الأرض. وأوضحت تقارير إعلامية محلية، وفق مانقلته عربي بوست، أنه بعد ستة أيام من العمل المتواصل للوصول إلى مكان احتجاز الشاب عياش محجوبي على عمق 30 متراً تحت الأرض، في بئر ارتوازية بقرية أم الشمل ببلدية الحوامد، «أعلنت الحماية المدنية، الأحد، أن الشاب لفظ أنفاسه«، بحسب موقع الخبر.
وأوضح المصدر «أعلنت مصالح الحماية المدنية عن وفاة الضحية عياش محجوبي الذي سقط في البئر الارتوازية بقرية أم الشمل بلدية الحوامد، بولاية المسيلة. وأكدت المصالح أنها مازالت تعمل على انتشال جثة عياش من داخل الأنبوب». وتصدرت قصة الشاب عياش عناوين صحف عديدة، خصوصاً الجزائرية منها، وأشارت إلى أن «قصة عياش أثارت غضباً في الجزائر»، وأن قضية المواطن الجزائري البالغ ( 26 عاماً) الذي وقع داخل أنبوب بئر ارتوازية بمدينة المسيلة (240 كيلومتراً شرق العاصمة) تحولت إلى «قضية رأي عام». وشغلت قضية سقوط الشاب عياش محجوبي الجزائري ، الرأي العام الوطني وتحولت إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام وألهبت مواقع التواصل الاجتماعي منذ منتصف نهار الثلاثاء 18 دجنبر، ولم تتمكن فرق الحماية المدنية من إخراج الشاب من داخل ماسورة البئر الارتوازية بمنطقة أم الشمل ببلدية الحوامد جنوب المسيلة. رغم عمليات الحفر والبحث التي استغرقت وقتاً طويلاً فاق 100 ساعة من دون انقطاع، على أمل الوصول إلى الضحية الذي كانت تشير كل المؤشرات بأنه قد فارق الحياة، في أطول عملية إنقاذ شهدتها البلاد كما تعد من بين الأطول على المستوى الدولي. وفي ظل تضارب الأنباء وعدم تحرك السلطات في الوقت المناسب، لم يجد أعوان الحماية المدنية سوى آليات وعتاد الخواص الذين هرعوا من كل ربوع الولاية ومن خارجها بعتادهم وإمكانياتهم من أجل المساهمة في إخراج العياشي من هذه الوضعية التي لا تزال أسبابها مجهولة. وأمام الوضعية التي عاشها الشاب عياش محجوبي الجزائري وفي ظل اكتفاء السلطات المحلية والولائية بالمتابعة عن بعد والتأخر في تشكيل خلية أزمة والاستنجاد بآليات المؤسسات الكبرى، أو إقحام مؤسسات أخرى في البحث عن الضحية، حتى إن المتطوعين يتكفلون بالوقود والإطعام من أموالهم الخاصة. وأثار هذا التجاهل، إن صح التعبير، استهجان المواطنين، خاصة من أهالي المنطقة ومن أقارب الشاب العياشي الذين استاؤوا جراء عدم تحرك السلطات في الوقت المناسب، خصوصاً أنه رغم مرور نحو 24 ساعة كان العياشي يبعث إشارات تدل على بقائه على قيد الحياة، رغم الوضعية الحرجة التي كان عليها، ولو كانت هناك تجهيزات حديثة لتم إخراجه حياً حتى بعد مرور يوم كامل. وكشفت قضية موت الشاب عياش محجوبي الجزائري العالق منذ ستة أيام داخل بئر بعمق 30 متراً، غياب ممثلي السلطات المحلية عن مكان المأساة وعجزهم في احتواء المشكل وإنقاذ حياة عياش الذي ظل يصارع الموت تحت الأرض، دون أي اهتمام من المسؤولين المحليين، في مقدمتهم والي الولاية ورئيس الدائرة ورئيس البلدية. حسب ما أكدته تصريحات لشقيق الضحية. حيث تحدّث شقيق عياش عن غياب الوالي ورئيس البلدية ورئيس الدائرة عن المكان الذي علق فيه عياش طيلة الثلاثة أيام الأولى للواقعة، معبراً عن أسفه الشديد لعدم اهتمام هؤلاء بقضية أخيه الذي كان من الممكن إنقاذه لو كان تحركُ المسؤولين أكثر جدية وفاعلية. كما أشار شقيق عياش لغياب وضعف إمكانيات أعوان الحماية المدنية مؤكدة بأنها لا تملك حتى مضخة للمياه مما تطلب الاستعانة بمضخّة لأحد المواطنين. ولم يخف ذات المتحدث في أكثر من فيديو مصور غضبه الشديد من مستوى تفاعل المسؤولين المحليين مع قضية شقيقه، مؤكداً مسؤوليتهم التامة عن وفاته تحت الأرض بعد صراعه المرير لأكثر من أربعة أيام مع الموت.