أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بيير كرينبول، اليوم الاثنين، عن تقليص العجز المالي للوكالة للعام الحالي، من 446 إلى 21 مليون دولار. وقال كرينبول، خلال مؤتمر صحفي، عقده، على هامش اجتماعات اللجنة الاستشارية للوكالة المنعقدة حاليا في منطقة البحر الميت بالأردن، برئاسة تركيا، إن اللجنة قامت خلال جلستها الافتتاحية اليوم بمراجعة شاملة لما تم بذله وإنجازه بشأن حشد الدعم المالي اللازم، مشيرا إلى أن العام الحالي كان عاما صعبا خاصة عقب القرار الأمريكي غير المتوقع بتخفيض مبلغ تبرعاتها ووصول العجز التراكمي إلى 446 مليون دولار. ولفت إلى تأثير هذا العجز المالي الذي واجهته الوكالة على اللاجين الفلسطينين، وكذا على الخدمات الأساسية المقدمة لهم. وأضاف أن معاناة الشعب الفلسطيني على مدى سبعة عقود من التشرد وامتهان الكرامة، زاد من " الطين بلة"، وتحديدا على طلبة المدارس، ووضعت الوكالة أمام مفترق طرق في مدى قدرتها على فتح المدارس أمام الطلبة للعام الدراسي الحالي. وأشار المسؤول الأممي إلى أنه أحاط اللجنة الاستشارية اليوم بالجهود التي بذلت وحجم الموارد المالية غير المسبوق التي قامت بجمعه من خلال مؤتمري روما ونيويورك، حيث تم العمل على أعلى المستويات من أجل تأمين الدعم اللازم. ووجه كرينبول بالشكر للدول التي بذلت جهودا كبيرة لتقديم المساعدات والرفع من مستوى الدعم للوكالة والذي ساهم بشكل كبير في تقليص العجز في الميزانية العامة ل (الأونروا). وقال إنه ما زال لدى الوكالة عجز يقدر ب 21 مليون دولار، داعيا العديد من الدول التي تعهدت بتقديم الدعم إلى أن تسارع لترجمة تلك التعهدات إلى أموال في البنوك. وتناقش اجتماعات اللجنة الاستشارية ل (الأونروا)، على مدى يومين، سبل توفير كافة أشكال الدعم للوكالة، وذلك بمشاركة الدول الأعضاء الدائمين في اللجنة، والأعضاء المراقبين، وممثلين عن الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين والدول المانحة والمجموعة الأوروبية وجامعة الدول العربية. وحسب رئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي، فإن الاجتماعات، تبحث أيضا، مسودة موازنة (الأونروا) للعام 2019، وعرض آخر المستجدات بخصوص التقدم الذي تم إحرازه على صعيد تنفيذ استراتيجية حشد الموارد، والخروج من أزمتها المالية، بالإضافة إلى انعكاسات هذه الأزمة غير المسبوقة على خدمات الوكالة، وتحديدا في مجالات البرامج، وتداعياتها على عملية التخطيط للطوارئ في عام 2019. وتواجه (الأونروا) أزمة مالية غير مسبوقة، بعد قرار أمريكي بتقليص المساهمة المقدمة لها خلال 2018، إلى نحو65 مليون دولار، مقارنة ب 365 مليونا في 2017. وتقدم الأونروا، التي تأسست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، خدماتها لحوالي خمسة ملايين من لاجئي فلسطين المسجلين لديها في مناطقها الخمس وهي الأردن، وسوريا، ولبنان والضفة الغربية، وقطاع غزة، وهي خدمات تشمل بالخصوص التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية.