بان كي مون أمام امتحان كسب تأييد مجلس الأمن الدولي لخطته الجديدة في الصحراء. أمس الثلاثاء وخلال جلسة مغلقة، استعرض أمام أعضاء المجلس مبررات دعوته لتمديد ولاية بعثة المينورسو لفترة إضافية من 12 شهرا. الجلسة خصصت أيضا لمناقشة تقريره حول مسار المفاوضات واقتراحاته للتسريع بوتيرة إيجاد تسوية للنزاع، ومنها توصيته للطرفين المغربي وانفصاليي البوليزاريو بالدخول في جوهر النقاش في ظرفية يشهد فيها المسؤول الأممي بأن المغرب قدم عروضا جديدة في دستوره الجديد، في نفس الوقت الذي يتعاظم فيه الخطر الأمني بمنطقة الساحل والصحراء. ورغم اعترافه أن الجولات التسعة التي عقدت في ضيعة غرينتري في مانهاست بنيويورك لم تسفر على أي تقدم ملموس، لكن المسؤول الأممي بدا مصرا على تحريك المياه الراكدة في مسار المفاوضات بين الطرفين وللإعداد لجولتين مقبلتين غير رسميتين ستعقد إحداها شهر يونيو في أوروبا والثانية شهر يوليوز في مكان سوف يحدد لاحقا. في نظره فإنه « رغم جولات التفاوض غير الرسمية التي أجراها الطرفان، ولقاؤهما بشأن الموارد الطبيعية وإجراءات بناء الثقة، فإنهما لا يزالان لديهما رالإرادة السياسية للقاء، ولكن ليست لديهما الآن الإرادة للدخول في مفاوضات جوهرية للوصول إلى حل سياسي عادل ودائم يقبله الطرفان». ولأن «انعدام الثقة لا يزال يخيم على عملية التفاوض»، فإن البحث عن أفكار جديدة هو هاجس المبعوث الأممي. التقرير، الذي يغطي الفترة الممتدة ما بين أبريل من السنة المنصرمة إلى مارس الأخير، تضمن مقترحات عديدة منها تيسير زيارات الدبلوماسيين والمشرعين والصحافيين. و أشار لامكانية الترتيب لاستخدام مقاهي الأنترنيت «كوسيلة للتواصل بين أفراد العائلات التي تفرق شملها»، مع عقد ندوتين غير سياسيتين تنظمان من طرف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في يونيو وأكتوبر المقبلين حول «دور المرأة في الثقافة الحسانية» و«رمزية الخيمة في الثقافة الحسانية». أدرك بان كيمون أن جمود المفاوضات المفاوضات السياسية قد تبدده الإتصالات الإنسانية، لذلك ألح على مواصلة إجراءات تعزيز الثقة سواء عبر تعميق النقاش حول الموارد المالية أو عبر توسيع برنامج الزيارات العائلية عبر الجو. و أشاد بالأعمال المنجزة في مجال إزالة الألغام والجهود المبذولة في هذا الاتجاه لتدمير العبوات الناسفة. تقريره رحب أيضا بالزيادة المتوقعة في قدرة استيعاب الزيارات الأسرية لزيادة عدد اللاجئين وأفراد أسرهم بتوفير طائرة تسع 150 راكبا سيزيد عدد المستفيدين من الزيارات الأسرة إلى 6000 سنويا، كما أوصى بزيادة ستة ضباط شرطة بعصة الأممالمتحدة لدعم هذا التوسع. وأكد على التقدم الذي تحقق في مجال إزالة الألغام الأرضية والدخائر المفجرة من مخلفات الحرب، وسجل أيضا «انخفاض عدد حوادث الألغام المسجلة آخرها وفاة خبير في المتفجرات أثناء آدائنه لواجبه. ذلك في نظره « يساهم بصورة مباشرة وإيجابية في سلامة السكان المدنيين في المنطقة وفي سلامة موظفي الأممالمتحدة». بان كيمون الذي سيسعى أمام أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر والذي تترأس دورته للشهر الجاري الولاياتالمتحدةالامريكية، للحصول على تأشيرة تمديدة بعثة الأممالمتحدة في المنطقة بقيادة ممثله الخاص هاني عبد العزيز ودعمها كآداة لحفظ السلام باعتبارها كما ورد في تقريره «أداة للإستقرار في حالة ظل الجمود السياسي مستمرا»، ولذلك قال أيضا «إنني أرى أن وجود البعثة لا يزال مجديا، لأنها الضامنة لاستقرار وقف اطلاق النار والتزام واضح من المجتمع الدولي بالتوصل إلى حل للنزاع». بان كيمون سيدعو أيضا إلى زيادة 15 مراقبا عسكريا «لتعزيز قدرات البعثة الأممية في مجال الرصد». وأكد أيضا أن زمن البعثة مصدر قلقل متزايد يؤثر على أنظمتها بسبب تدهور الأمن في الساحل وانتشار الأسلحة الليبية في المنطقة وشبكات التهريب.