خلا تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع في الصحراء، الصادر يوم الأربعاء 16 أبريل 2008، من أي توصيات جديدة تكرس حال الجمود التي تشهدها المفاوضات بين المغرب والبوليساريو مقارنة بالتقرير الأخير، وقال بان كي مون إن استمرار الوضع القائم في المفاوضات لا يشكل نتيجة مقبولة للعملية التفاوضية، داعيا مجلس الأمن بعد مرور 4 جولات إلى مناشدة طرفي النزاع بالدخول في مرحلة من المفاوضات تكون أكثر عمقا وموضوعية، وأن يتفاوضا دون شروط مسبقة. وحول أطوار الجولة الأخيرة، ذكر التقرير أن الجزائر وموريتانيا بوصفهما بلدين مجاورين حضرتا في الجلستين الافتتاحية والختامية، واستشير كل منهما على حدة خلال الاجتماع، فيما عقد الطرفان مناقشات مباشرة، واجتماعات مستقلة مع المبعوث الشخصي فان والسوم، وأضاف أنهما اشتركا في تبادل واسع للآراء بشأن تنفيذ قراري مجلس الأمن، وبشأن ممارسة مبدأ تقرير المصير. كما اشترك الجانبان في مناقشة مسائل موضوعاتية متصلة بالإدارة والاختصاصات والأجهزة، وكذلك بالعدالة والموارد... ودعا الأمين العام المغرب والبوليساريو إلى تعزيز التدابير القائمة لبناء الثقة بينهما في القضايا الإنسانية، وفي إمكانية توسيع البرنامج الحالي والذي يتضمن تبادل الزيارات المتبادلة بين العائلات الصحراوية. ويكاد تكون القضايا الإنسانية المجال الوحيد حسب بان كي مون الذي أحزر فيه على تقدم ملموس، وذلك بعدما وافق الطرفان على دراسة إجراء زيارات عائلية عن طريق البر، إضافة إلى الرحلات الجوية، ومن شأن ذلك الرفع من عدد الصحراويين المستفيدين من الزيارات العائلية. وفي توصياته لمجلس الأمن، رأى الأمين العام أن الحفاظ على الزخم الناتج عن التزام الطرفين بمواصلة عملية المفاوضات لن يتحقق إلا بمحاولة إيجاد مخرج للمأزق السياسي الراهن، من خلال تحلي كلا الطرفين بالواقعية والرغبة في التسوية. ومن نقط الضوء في التقرير، الذي لا يختلف كثيرا عن سابقيه في مضمونه المرتبطة بالقضايا السياسية للنزاع، أن مجهودات إزالة الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب في الصحراء عرفت تقدما ملموسا، ونتج ذلك عن تعاون الطرفين مع بعثة المينورسو، وتمكن هذه الأخيرة من تعزيز مهامها في مجال تنسيق المعلومات، وتحسين دقة البيانات المتعلقة بالمناطق المشتبه في خطورتها في جميع أرجاء الصحراء، اعتبر التقرير التحسن في مجال إزالة الألغام فرصة لزيادة التعاون وبناء الثقة بين الطرفين.