سلفادور إيزابيلينو أليندي غوسينز، طبيب و سياسي تشيلي، عمل في الحياة السياسية الشيلية مدة تقارب الأربعين عاما، كعضو فيم جلس الشيوخ ونائب برلماني ووزير، قبل أن يتوج مساره الحافل بانتخابه رئيسا للبلاد في مثل هذا اليوم من العام 1970، و يصبح أول رئيس دولة في أمريكا اللاتينية ذي خلفية ماركسية يتم انتخابه بشكل ديموقراطي. ففي العام 1970، تقدم سلفادور اليندي كمرشح للرئاسة في تشيلي باسم الحزب الإشتراكي، مستفيدا من التحالف المحاكم الذي نسجه مع القوى اليسارية الأخرى في تشيلي، بما في ذلك الحزب الشيوعي وعدد آخر من أحزاب اليسار الجذري، مما وفّر له فرصة للنجاح في السباق الإنتخابي، ليصبح عام 1970 رئيساً لتشيلي، بعد انتخابات مشهود لها بالنزاهة. لكن انتخاب الرفيق أليندي ما لبثت أن رأت فيه الولاياتالمتحدة في شخص الرئيس الأميركي آنذاك، ريتشارد نيكسون، ومستشاره لشؤون الأمن القومي، هنري كيسنجر، ثغرةً في جدار المواجهة العالمية الجارية مع الإتحاد السوفييتي. فسارعت إدارة نيكسون إلى العمل على تقويض هذه التجربة الجديدة في تشيلي، البلد الذي تميّز حتى ذلك التاريخ بنأيه عن الوقوع في شرك الحكومات العسكرية والديكتاتورية التي سادت لفترات طويلة معظم البلدان الأخرى في القارة اللاتينية. وما زاد الأمور سوءً، من وجهة نظر الإدارة الأميركية، أن النظام اليساري الجديد في تشيلي قام، منذ أشهره الأولى، بسلسلة من الإصلاحات الداخلية والإقتصادية الهامة، أكسبته ولاء قطاعات شعبية واسعة. حيث قام بتأميم القطاعات المنجمية، وخاصة قطاع النحاس، الذي كانت تشيلي تُعتبر البلد الأغنى فيه في العالم في تلك الحقبة قام بتوزيع الأراضي على الفلاحين الفقراء. وهي إجراءات جعلت الشركات الأميركية العاملة في تشيلي تشعر بأن مصالحها وامتيازاتها الكثيرة مهددة بشكل جدي بسياسة الحكومة اليسارية هناك. فاندفعت الإدارة الأميركية في توظيف جهد مؤسساتها المختلفة، بما في ذلك وخاصة جهاز مخابراتها المركزية، بالتنسيق والتعاون مع الشرائح اليمينية المحلية المتضررة من سياسات اليندي وإئتلافه الحاكم، للتحريض والتخريب على النظام اليساري ومحاولة التأثير على استقرار ونمو وضعه الإقتصادي. الى أن تمكنت من إشاعة جو من عدم الاستقرار في البلد، مهّد للإطاحة به بالقوة في شتنبر 1973 عبر تدبير انقلاب عسكري قام به قطاع من ضباط الجيش التشيلي بزعامة الجنرال أوغوستو بينوتشي، تسبّب في مقتل أليندي وكبار معاونيه والآلاف من القادة والنشطاء اليساريين، والتنكيل بقطاع واسع من الشعب طوال فترة حكم بينوتشي ونظامه الديكتاتوري اليميني، الذي ظل قائماً حتى العام 1990.
من مواليد هذا اليوم: 1896 _ أنطونين أرتو: شاعر وممثل فرنسي 1926 _ إلياس الهراوي: رئيس الجمهورية اللبنانية
من الراحلين عنا في مثل هذا اليوم : 1965 _ ألبرت شوايتزر: فيلسوف ألماني حاصل على جائزة نوبل للسلام 2010 _ محيي الدين اللباد: رسام وفنان تشكيلي مصري.