بعد مشاركة فنية متميزة بالمتحف البلدي للتراث الأمازيغي بمدينة أكادير شهر مارس الماضي، ضمن فعاليات معرض نسائي جماعي رفقة الفنانتين عزيزة عبيدي وفيفيان مريوسف . المنظم تحت شعار :" حكايات نسائية ". ومشاركة ثانية بصمت فيها التشكيلية هلوع على حضور مهم ورائع بالعاصمة الفرنسية باريس شهر أبريل المنصرم، تشارك حاليا الفنانة السعدية هلوع بجديد أعمالها التشكيلية بمدينة اليكانتي الاسبانية ، في معرض دولي " ملتقى فناني القصبة" رفقة فنانات وفنانين من العديد من الدول : فرنسا ، اسبانيا ، أمريكا ، المغرب العربي المكسيك ، ايطاليا ، ومن دول الخليج ...، حيث تعرض جديد أعمالها الفنية ،التي تشتغل في تجربتها الصباغية ، على اللغة الصامتة للإيقاع بكل تنويعاته ، وابدالاته ، ويحيل مقتربها البصري في عملها التشكيلي والرمزي على الجوهر الانساني للوجود من خلال اشتغالها على المرأة رمز الحب والجمال والحياة . المرأة حاضرة بقوة في أعمال الفنانة السعدية هلوع حيث استطاعت أن تصورها في لحظات عزلة وتأمل صامتين . ان الفنانة المتميزة السعدية هلوع " تعيش بمدينة أكادير " تؤمن بأن المبدع الحقيقي يضئ العتمات ، ويعمق الادراكات الفردية والجماعية ، انه انسان عميق بكل معنى الكلمة ، عاشق للجمال والخير والحق ، وكائن يفيض بالكثير من النبل والكرامة والسمو والحب. فالفن عندها ، ليس ثروة مادية فحسب ، بل ثروة روحية كاستعارة متعددة ، هكذا هي الفنانة ذات الحس الجمالي والفني المرهف السعدية هلوع ، الفنانة العصامية الهادئة في الروح ، والمفرطة في انسانيتها ، والمشاغبة الأنيقة في فنها. حول عوالمها الصباغية تقول فنانتنا السعدية هلوع :" لوحاتي رسائل مفتوحة تستدعي اعادة النظر والسؤال والتأمل ،لأنها تقوم على شعرية خفية تتراءى للناظرين كتأليف بصري ، أي كنظم رصين ، ونحت للحساسية الفنية ، لوحات يمكن أن ننعتها بالدهشة الصامتة التي تخترق الفضاء المساحي للوحة في شكل تنويعات لونية ومشهدية بليغة ، أريد من خلال انجازاتي الابداعية أن أسافر عموديا وأفقيا في أن واحد ، أقصد السفر في السطح والعمق معا " . ان الفنانة السعدية هلوع لا تكتفي بمنح العين بهجة التلقي ، بل تعرج بها أيضا عبر رحلة بصرية غنية في سجلاتها البلاغية ومرجعياتها الجمالية ، حيث تسافر بنا / ومعنا عبر مسارات وسيرورات تشكل منجزها الفني ، أن تكتشف تبرمها من النمطية ورفضها المطلق للتكرار ، فهي تحرص على التجديد ، لذلك تمنح لأعمالها الابداعية وقتا كافيا سواء في الانجاز أو في البحث الدائم في عوالم الفن التشكيلي الرحبة والعميقة بغية منح تجربتها نوعا من البدائل الجمالية تكون شديدة الثراء وعميقة من حيث الرؤى والمعاني الفنية . ان ما تنجزه هذه الفنانة الموهوبة هو في الحقيقة متواليات من الوحدات السردية ذات الحمولات التعبيرية المتعددة . انه نوع من الاستكشاف والاستبطان يعيد صياغة المرئيات الواقعية والمتخيلة بحس جمالي ، وبلمسات دقيقة . كل العوالم الأنيقة التي تؤثثها الفنانة عبارة عن سفر باطني زاده الخيال الذي يضفي على عالم اللوحة بعدا وجوديا ، مظهرا وصورة . تنهض الهندسة الداخلية للوحة كتنويعات لونية ومشهدية على الفضاء التشكيلي ، وكإيقاعات بصرية تشكل مقاربة جمالية حداثية. ولعل ما يميز معارض الفنانة السعدية هلوع سواء داخل المغرب أو خارجه ، هو أنها تضع عين المتلقي إزاء منجزها التشكيلي الفني في كليته ، حيث يتيح له امكانية تعقبها في أهم منحنياتها ، والاقتراب من سائر تجلياتها ومحطاتها الفارقة .