انتشرت شائعات زائفة في الهند حول مختطفي الأطفال على تطبيق واتساب؛ ما دفع المتخوفين إلى قتل نحو 20 بريئاً منذ أبريل 2018. كانت امرأة تبلغ من العمر 65 عاماً، وتُدعى روكماني، من أوائل الضحايا؛ إذ كانت تستقل سيارة مع 4 من أفراد أسرتها، متوجِّهين إلى أحد المعابد الواقعة بولاية تاميل نادو الجنوبية في شهر ماي 2018. واعتقد أحد الأشخاص على هذا الطريق خطئاً، أنهم من «مختطفي الأطفال» فهاجمهم. في قرية روكماني يسعى تطبيق واتساب والسلطات المحلية إلى احتواء الرسائل الزائفة، التي انتشرت في أنحاء الهند على مدار شهور، وفق ما ذكرته صحيفة New York Times الأميركية. يحظى تطبيق واتساب، الذي يمتلكه موقع فيسبوك، بربع مليار مستخدم في الهند وحدها. وتصف بعض الرسائل الزائفة بالتطبيق عصابات المختطفين الباحثين عن فريسة. وتتضمن الرسائل الأخرى مقاطع فيديو، توضح أشخاصاً يقودون سيارات ويختطفون أطفالاً. وقد انتشر هذا المقطع المصور على نطاق واسع، وتم إنتاجه كجزء من أحد إعلانات الخدمات العامة في باكستان، ولكن تم تعديله ليبدو كعملية اختطاف حقيقية. ولا تعرف السلطات من قام بتعديل الفيديو. تدفقت المعلومات الزائفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة؛ ما أدى إلى التحريض على استخدام العنف من البرازيل إلى سريلانكا. وقد استغلت الرسائل المخاوف العامة بالهند من إيذاء الأطفال. وأدت سرعة اقتناع الملايين من الهنود بالرسائل التي تصل إلى هواتفهم، إلى لجوئهم بأعداد هائلة إلى شبكة الإنترنت. كان فنكاتسان، شقيق زوج روكماني، معها بالسيارة وقد أُصيب في أثناء الاعتداء، الذي وصفه للصحيفة. في حين كانوا يقتربون من المعبد، توقفت الأسرة للسؤال عن الاتجاهات، وشعرت جدة في المنطقة المجاورة بالارتياب، فنادت ابنها الذي أطلق جرس الإنذار. أصيبت الأسرة بالعصبية وقررت العودة، وحينما وصلوا إلى القرية التالية، كان هناك حشد من الناس في انتظارهم. تم تجريدهم من ملابسهم وضربهم بالقضبان الحديدية والعصي الخشبية والأيدي والأقدام. وانتشر مقطع الاعتداء المصور على نطاق واسع بشبكة الإنترنت. وحينما انتهى الاعتداء، كانت روكماني ضعيفة وفاقدة للوعي، في حين أوشك الآخرون على الموت. وتم تحطيم سيارتهم الحمراء وسرقة مقتنياتهم. وذكر أحد كبار المسؤولين الحكوميين بالمنطقة أن الشرطة قد انتشرت على مدار أسابيع، قبل الاعتداء؛ لتحذير الناس وتوعيتهم بعدم تصديق شائعات الاختطاف الزائفة. ولكنهم لم يتمكنوا من مضاهاة مفعول تطبيق واتساب. وقال: «لَم نتمكن من منافسة واتساب». تصميم واتساب يساعد على انتشار المعلومات الزائفة، حيث يتم تبادل العديد من الرسائل ضمن مجموعات؛ وحينما يتم توجيهها، لا يكون هناك أي إشارة إلى مصدرها. ويبدو أن التحذير من الاختطاف يأتي في الأغلب ممن الأصدقاء وأفراد العائلة. ذكر مسؤولو تطبيق واتساب أنهم يشعرون بالذعر جراء عمليات القتل. وفي الأسبوع الماضي، بدأ واتساب تصنيف الرسائل كافة التي تتم إعادة توجيهها، ونشر إعلانات الصحف؛ لتوعية الناس بالمعلومات الخاطئة، وتعهَّد بالتعاون من كثب مع الشرطة والمحققين المستقلين. حاولت السلطات في أنحاء الهند الحد من تلك الاعتداءات. وإلى جانب تحذير الناس من الشائعات التي لا أساس لها من الصحة، قاموا بإلقاء القبض على بعض من يحاولون نشر تلك الشائعات، وأغلقت السلطات الإنترنت في بعض الأماكن. وحثت المحكمة العليا، الثلاثاء 17 يوليوز 2018، الحكومة على استخدام «قبضة حديدية» ضد أعمال العنف. وألقت الشرطة القبض على 46 شخصاً بسبب الاعتداء على روكماني وأسرتها، وتطارد 74 آخرين. ولا يزال فنكاتسان، البالغ من العمر 52 عاماً، والذي يقيم بمنزل روكماني منذ أن كان يبلغ من العمر 15 عاماً، لا يفهم سبب الاعتداء، وقال: «كانوا يريدون قتلنا». وقد أصيب جاجندران، زوج ابنة روكماني، إصابات بالغة خلال الاعتداء، وظل في غيبوبة على مدار أسابيع، ولا يزال بالمستشفى. وشهد يوم الجمعة 13 يوليوز 2018، أحدث الاعتداءات؛ حيث تعرض مهندس برمجيات للقتل، في حين أُصيب 3 من رفاقه بعد أن قدَّموا الشوكولاتة للأطفال خارج إحدى المدارس.