أصبحت القمة غير المسبوقة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر المقبل محل شك اليوم الأربعاء بعد أن قالت بيونجيانج إنها قد تعيد النظر في عقدها إذا أصرت واشنطن على نزع السلاح النووي من جانب واحد الأمر الذي يهدد أسابيع من التقدم الدبلوماسي. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية في وقت سابق اليوم أن بيونجيانج ألغت محادثات رفيعة المستوى مع سول في أول مؤشر على مشكلات تواجه ما كان يعتقد أنه تحسن في العلاقات. ونقلت الوكالة أيضا عن النائب الأول لوزير الشؤون الخارجية كيم كاي جوان إن مصير القمة بين الولاياتالمتحدةوكوريا الشمالية وكذلك العلاقات الثنائية "سيتحدد" إذا تحدثت واشنطن عن نزع سلاح الشمال النووي على غرار ما حدث مع ليبيا. وأضاف أنه إذا حاولت الولاياتالمتحدة الضغط على كوريا الشمالية للتخلي عن برنامجها النووي من جانب واحد "فلن نكون مهتمين بإجراء مثل هذا الحوار ولا يسعنا إلا إعادة النظر في عقد القمة بين جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية والولاياتالمتحدة". وتابع "لقد أوضحنا بالفعل نيتنا نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية وأوضحنا في عدة مناسبات أن الشرط المسبق لنزع السلاح النووي هو إنهاء السياسة العدائية ضد جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية والتهديدات النووية والابتزاز من جانب الولاياتالمتحدة". والتصريحات بالإضافة إلى التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة تمثل تحولا كبيرا في النبرة خلال الشهور الماضية عندما رحب الجانبان بجهود بدء مفاوضات. وأعلنت كوريا الشمالية إنها ستغلق موقعها للاختبارات النووية الأسبوع المقبل. ومن المقرر أن يلتقي ترامب وكيم في سنغافورة في 21 يونيو . قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأحد إن الولاياتالمتحدة ستوافق على رفع العقوبات على كوريا الشمالية إذا وافقت على تفكيك برنامجها للأسلحة النووية بالكامل. إلا أن تصريح كيم كاي جوان يبدو أنه يرفض هذا الترتيب إذ قال أن كوريا الشمالية لن تتخلى قط عن برنامجها النووي مقابل تجارة مع الولاياتالمتحدة. وتراجعت أسواق الأسهم الآسيوية بعد أن ألغت بيونجيانج المحادثات مع كوريا الجنوبية والتي كانت مقررة اليوم. وإلغاء قمة 12 يونيو في سنغافورة بين كيم وترامب قد تؤجج التوترات في شبه الجزيرة الكورية مجددا في الوقت الذي يشعر فيه المستثمرون بالقلق إزاء التوتر التجاري بين الصينوالولاياتالمتحدة. وقال وزارة الخارجية الكورية الجنوبية في بيان إن وزيرة الخارجية كانج كيونج-وا تحدثت هاتفيا مع بومبيو في وقت سابق اليوم وبحثا تأجيل كوريا الشمالية المحادثات مع الجنوب. وأضافت أن بومبيو أبلغ كانج أن واشنطن ستستمر في الاعداد للقمة الأمريكية الكورية الشمالية مع الأخذ في الاعتبار خطوة بيونجيانج الأخيرة. أي إلغاء لقمة 12 يونيو في سنغافورة، وهي أول اجتماع بين رئيس أمريكي في السلطة وزعيم كوري شمالي، سيوجه ضربة كبيرة لما كان يمكن أن يكون أكبر إنجاز دبلوماسي خلال رئاسة ترامب. وكان ترامب أثار توقعات بعقد اجتماع ناجح رغم أن كثيرا من المحللين تشككوا في فرص تقريب وجهات النظر بين الجانبين جراء تساؤلات عن مدى استعداد كوريا الشمالية التخلي عن ترسانتها النووية التي تقول إن بإمكانها ضرب الولاياتالمتحدة. وركز كيم كاي جوان على تصريحات جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي الذي أشار إلى ما وصفه بالنموذج الليبي الذي يمكن بمقتضاه أن تسلم كوريا الشمالية سريعا ترسانتها النووية للولايات المتحدة أو لدول أخرى. وقال "العالم يدرك تماما أن بلادنا ليست ليبيا أو العراق اللتين واجهتا مصيرا بائسا... من السخيف تمام مقارنة جهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، دولة السلاح النووي، بليبيا التي كانت في المرحلة الأولى من التطوير النووي". وخطوة كيم جونج أون الأخيرة تهدف إلى اختبار مدى استعداد ترامب لتقديم تنازلات قبل القمة التي ستسبقها زيارة لواشنطن يقوم بها الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن الأسبوع المقبل. وقال خبير حكومي أمريكي في شؤون كوريا الشمالية إن كيم ربما يحاول أيضا قياس مدى استعداد ترامب للانسحاب من القمة.