يواجه رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" السويسري جياني إنفانتينو، اتهامات بالتدخل في عملية اختيار الدولة المنظمة لنهائيات كأس العالم 2026، ومحاولته منع المغرب من الوصول لمرحلة التصويت، وذلك لتفضيله ملف التنظيم المشترك للبطولة، الذي تقدَّمت به كل من الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك. تقريرٌ لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، كشف عن إحالة السنغالية فاطمة سامورا، الأمينة العامة للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وأحد أبرز مسؤوليه، إلى لجنة "القيم والأخلاقيات" بالاتحاد، للتحقيق في ذات الواقعة، التي تخص ترشح المغرب. وأضاف التقرير أن أعضاء من فريق الاتحاد الدولي لتقييم ملفات استضافة كأس العالم، اكتشفوا وجود صلة قرابة غير معلنة بين سامورا – واسمها الكامل فاطمة سامبا ضيوف سامورا – والسنغالي الحجي ضيوف، مهاجم ليفربول الإنكليزي السابق الذي يعمل سفيراً لملف المغرب. وعليها، اتُّهمت سامورا (55 سنة) بانتهاك قانون أخلاقيات "فيفا"، فيما يخص مواد "واجب الإفصاح" و"التعاون والإبلاغ" و"تضارب المصالح". وبذلك يعتبر كل من سامورا التي عيَّنها في منصب الأمين العام ل "فيفا" رئيسه جياني إنفانتينو في العام 2016، واللاعب ضيوف محل شكوى أمام لجنة "القيم والأخلاقيات". سامورا قالت إنَّها تعي تماماً هذه الشكوى وتملك "فكرةً جيدة عمن ينقل هذه الرسالة"، وأكملت، "ستضحك دولة السنغال بأكملها على لجنة أخلاقيات (فيفا)؛ لأنَّ الجميع في بلدي يعلم أصول الحجي ضيوف". فيما قال مصدرٌ بارز في الاتحاد الدولي – لم يُفصح عن اسمه – لهيئة الإذاعة البريطانية، إنَّ هذه الادعاءات ضد سامورا ضعيفة، فيما زعم أنَّ إنفانتينو حثَّ فريق تقييم ملفات الاستضافة على إيجاد أدلة يمكن أن تمنع ترشح المغرب. ويُزعَم المصدر أنَّ "إنفانتينو كان متحفزاً لمنع المغرب، لأنَّه يفضل الملف الأميركي الشمالي بالنظر إلى القدرة المالية الهائلة التي يتميز بها على حساب منافسه الإفريقي". ورغم عدم وجود أي إشارات إلى تقديم شكاوى ضد إنفانتينو السويسري – الإيطالي حتى اللحظة، فإن BBC تتوقع خضوعه للتحقيقات أمام لجنة الأخلاقيات بشأن مَيْله لملف أميركا الشمالية في التصويت، الذي سيجري في العاصمة الروسية موسكو يوم 13 يونيو 2018، خلال كونغرس "فيفا" السنوي. ال "فيفا" يرد على الشائعات رداً على هذه الادعاءات، قال متحدث باسم "فيفا" للقسم الرياضي بهيئة الإذاعة البريطانية BBC، "صُممت عملية الترشح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026 لتقييم الملفات بناءً على معايير موضوعية، وبالتالي تجنب القرارات السرية وغير الموضوعية التي كانت تحدث في الماضي". وأضاف قائلاً، "تتسم عملية الاختيار بالنزاهة والموضوعية والشفافية قدر الإمكان، وهو ما يتضح من خلال نشر كتب ملفات الترشيح وكل وثائق الترشح ونظام النقاط". وتابع، "يستند تقييم فريق الاتحاد الدولي إلى معايير واضحة وموضوعية، وسيُعلن تقريره للجميع لضمان الشفافية الكاملة لعملية الاختيار. لا يشترك رئيس (فيفا) في هذه العملية، ولن يشارك في تصويت الكونغرس. هذه حقائق وليست احتمالات". واختتم حديثه قائلاً، "تعرَّض الاتحاد الدولي لانتقاداتٍ شديدة بسبب الطريقة التي كان يعتمد عليها في اختيار مستضيفي كأس العالم في الماضي. وكان لزاماً علينا أن نتعلم من ذلك وألا نترك مجالاً لأي شكوك أو مصالح شخصية. ينبغي لأي أحد ينتقد هذا النهج أن يقول إن كان يفضل العودة إلى الأساليب القديمة، نحن لا نقبل الادعاءات بغرض التشهير، وخاصةً عندما تأتي وسط عملية تقديم الترشيحات، في حين يجب أن يسود الهدوء والشعور بالمسؤولية والاحترام". لكن، يبدو أن محاولة منع المغرب جدية!! يضم فريق الفيفا لتقييم ملفات استضافة مونديال 2026 – الذي زار مدناً أميركية شمالية ومغربية مؤخراً – نائبَي سامورا، السويسري ماركو فيليغر ولاعب ميلان الإيطالي السابق الكرواتي زفونيمير بوبان، وقد ألمح بعض مؤيدي ملف المغرب إلى أنَّهما من حلفاء إنفانتينو؛ ما يثير تساؤلاتٍ حول نزاهة فريق التقييم واستقلاله عن إدارة الفيفا. كما توجد مخاوف أخرى بشأن ادعاءاتٍ تقول إنَّ فريق ملف المغرب أُبلِغَ ببعض معايير الترشح قبل ساعاتٍ فقط من الموعد النهائي لتقديم ملف الترشح؛ ما قد يُضعف فرصة ملفه في الفوز. يبدو أن "المال يتحدث" دائماً! تأتي عملية الترشح لاستضافة كأس العالم في الوقت الذي يواجه فيه الاتحاد الدولي عجزاً مالياً، بعد سنواتٍ من تسديد أتعاب قانونية باهظة نتيجة لتحقيقات وزارة العدل الأميركية بشأن عددٍ من المسؤولين الفاسدين بالاتحاد، كما يعاني الفيفا لمحاولة جذب رعاة رئيسيين لبطولة كأس العالم هذا الصيف في روسيا. لذلك يُعتَقَد أنَّ إنفانتينو يريد فوز الملف الأميركي الشمالي لوعودهم بأنَّ تنظيمهم للمونديال سيجلب الكثير من الأموال، من نشاط اقتصادي بقيمة نحو 5 مليارات دولار أميركي، وسيوفر نحو 2.1 مليار دولار أميركي من إيرادات التذاكر وحدها. ماضي ال "فيفا" مضطرب تأتي هذه المعلومات في الوقت الذي يحاول فيه الاتحاد إجراء إصلاحات بعد سلسلةٍ من الفضائح السياسية والمالية الكبيرة. وقد بلغت هذه الفضائح ذروتها عندما داهمت الشرطة أحد الفنادق الفاخرة بمدينة زيوريخ السويسرية، في ماي 2015، للقبض على عددٍ من مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم، وإحالتهم للمحاكمة في الولاياتالمتحدة، ثم إقالة السويسري جوزيف بلاتر رئيس ال "فيفا" السابق من منصبه، الذي شغله طويلاً. بالإضافة إلى الجدل الذي دار حول اختيار روسيا لاستضافة بطولة 2018، إذ ألمح بلاتر إلى أنَّه كان هناك اتفاقٌ مبرم مع روسيا لاستضافة بطولة 2018، قبل إجراء التصويت. وعقب هذه الأزمات، أجرى الفيفا إصلاحاً جذرياً بنزع السلطة من عددٍ صغيرٍ من المسؤولين البارزين، ومنحها لأعضائه البالغ عددهم 211 اتحاداً.