هل تقف شبيبة العدالة والتنمية، في جناحها المناصر للأمين العام السابق عبد الإله بن كيران، وراء حملة مقاطعة ثلاث من كبريات الشركات المغربية؟ تحاول الجهات الرسمية داخل حزب رئيس الحكومة إبعاد نفسها عن هذا الموضوع، لكن حملة مواقع التواصل الاجتماعي انطلقت شرارتها، وفقا لما أكده عضو بارز في حزب التجمع الوطني للأحرار رفض الكشف عن اسمه، وسط شبيبة المصباح، ومن عناصر محسوبة ومقربة من عبد الإله بن كيران. ولم يبعد قيادي التجمع الوطني للأحرار العدالة والتنمية عن موضوع المقاطعة، معتبرا أنها مقاطعة بطعم سياسي أكثر منها مقاطعة لحماية المستهلكين. وذكر المصدر ذاته، في حديث مع جريدة «الأحداث المغربية» نقلته في عددها للأربعاء، أن جدول أعمال المكتب السياسي المقبل لحزب التجمع الوطني للأحرار سيناقش، بإسهاب، هذا الموضوع، مضيفا أن ما حال دون عقد اجتماع عاجل لقيادة الحزب هو وجود عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، ووزير الفلاحة والصيد البحري، بمدينة مكناس للإشراف على معرض الفلاحة. ولم يستبعد المتحدث نفسه أن تكون المقاطعة سببا آخر لأزمة بين مكونات التحالف الحكومي، خاصة وأن المقاطعة، التي اندلعت شرارتها من داخل العدالة والتنمية، مضيفا في حديثه أن الحملة تستهدف رئيس التجمع الوطني للأحرار، مالك مجموعة شركات الغاز «أفريقيا»، للنيل من المكانة الاقتصادية التي يحتلها زعيم سياسي يشارك في تحالف حكومي يضم العدالة والتنمية. أوضح أن الحملة يقف وراءها تيار داخل «البيجيدي» بل حتى من قياداته، معتبرا أنها أعادت ابن كيران للواجهة. في السياق نفسه، رفض رئيس الجامعة الوطنية لحماية وتوجيه المستهلك، بوعزة الخراطي، دخول تنظيمه في اتخاذ موقف تجاه حملة المقاطعة، التي استهدفت ثلاث شركات، وينتظر أن تتوسع لتشمل عددا آخر من المنتوجات الاستهلاكية. واعتبر الخراطي في تصريح للجريدة أن الجامعة المعنية بحماية المستهلك لن تنخرط في هذه المقاطعة، مضيفا أن الجامعة لن تسقط في فخ مناصرة حملة تجهل من يقف وراءها والجهات التي أطلقتها. وأضاف المتحدث نفسه أن الجامعة نأت بنفسها عن تحمل هذه المسؤولية، وأنها لن تمنح الفرصة وتتحمل مسؤولية مناصرة هذه المقاطعة تخوفا من أن تكون حسابات سياسية وراءها أو منافسة غير شريفة في إطار صراع الشركات الكبرى. وسجل الخراطي أن الجامعة مقرة بأن الأسعار مرتفعة في عدد من المواد الاستهلاكية، لكن لن تسمح «بأن يؤكل الثوم بفمها»، مستغربا من اقتصار الحملة على مواد وشركات بعينها دون أخرى. وتواصلت حملة مقاطعة بعض المنتجات، أمس الثلاثاء، على مواقع التواصل الاجتماعي، بترويج لشريط فيديو يقوم فيه أحد الأشخاص بتهديد سيارات أجرة في حالة تزودهم بالوقود من محطات «أفريقيا»، ويقوم أيضا بتفتيش الطاكسيات المتوقفة في موقف خاص باحثا عن قنينات ماء سيدي علي ومهددا كل من يقتنيه.