متعة،رقي،طرب،احاسيس جياشة،كلها علامات مميزة طبعت سهرة" نجوم الاولى" التي بثتها القناة الأولى يوم الجمعة 23 مارس2018 وقدمتها بامتياز الراقية مريم قصيري.لم يخسر على إثرها محمد السعودي معد البرنامح ألتحدي وهو يراهن على أسماء وازنة وأخرى في بداية مشوارها الفني، لكنها تمتلك مؤهلات ساحرة،قادرة على السفر بنا إلى عوالم الرقي والإمتاع، مقدما طابقا فنيا مميزا،جعل من الحلقة محط اهتمام المشاهدين الذين استمتعوا بفقرات ولا في الأحلام. محطات موسيقية على امتداد مساحات السهرة بصمت على اختيار وحس ذكين وعين ثاقبة أشرت على فضاءات سحرية،دخلت من دون استئذان إلى دواخلنا وحركت خلايا المتعة الموجودة فينا،التي افتقدناها في ظل هذه الجلبة الصاخبة والضوضاء الموسيقية والعبث الإبداعي الذي أربك حسابات الرقي المؤطر لأحاسيسنا، بفعل منتوجات فنية عنوانها "البريكولاج" وعدم احترام ذكاء الجمهور التواق إلى الزمن الجميل.كل هذا اندثر خلال تلك الليلة الساهرة الطربية ،مع وجود فنانين راقيين أمثال محمد الزيات وحياة الإدريسي وزينب ياسر وإلياس طه،ومريم حلمي زوعصام حجي وزهير أضحى ،الذين قدموا طابقا فنيا رائعا،أعادنا إلى الزمن الجميل،حيث الكلمة الصادقة ذات المعاني السامية والجمل الموسيقية الصحيحة والأداء الأكثر من رائع. وسط هذا الرقي، كانت مقدمة البرنامج مريم قصيري تتفاعل وتتجاوب بانسياب جميل مع كل تعامل ذكي مع انتقال لحني وإيقاع مركب وبحة ساحرة،واستطاعت بحس ذكي أن تضع لمسات وردية على فقرات هذه السهرة. وإذا كنا نعرف القيمة الفنية الراقية للفنانين محمد الزيات وحياة الإدريسي وزينب ياسر واحترافية أدائهم من خلال أغاني طربية جميلة جدا أعطوها نكهة خاصة بفعل أحاسيسهم الراقية ،فإن سهرة "نجوم الأولى" أشرت على ميلاد نجمة صاعدة إسمها مريم حلمي،ذات الصوت القوي الدافئ،الذي يحوي مساحات شاسعة قادرة على التلاعب بالجمل الموسيقية المركبة ،والقادرة على الإمساك بخيوط الطبقات الموسيقية العالية منها والمنخفضة والمتوسطة.حيث كان أداؤها لتحفتين فنيتين أكثر من رائع،الأولى للراحلة وردة" الوداع" والثانية رفقة الفنان الشاب إلياس طه. كما كان للجمهور نصيب المتعة مع الفنان الراقي محمد الزيات من خلال أغنيتين للراحل إبراهيم العلمي وفيروز.في حين أدت الفنانة الكبيرة حياة الإدريسي أغنيتين للفنانة نعيمة سميح وسيدة الطرب العربي أم كلثوم.ثم جاء دور الفنانة زينب ياسر التي أمتعت المشاهدين بأدائها الجميل.نفس الشيء فعله الفنانان عصام حجي وزهير أضحى. على العموم هي اختيارات موفقة تحسب للقائمين على برنامج "نجوم الأولى". تخلل هذا الرقي في الأداء نقاش حول الأغنية المغربية،ابتعد كثيرا عن لغة الخشب التي أصبحت تغزو معظم الحوارات الفنية، حاول من خلاله الضيوف تحليل الواقع الفني بالمغرب