لم تكن ليلة عادية كباقي الليالي،بل أرادها أعضاء جمعية عشاق الطرب الأصيل أن تكون استثنائية متفردة بعبق نسيم الزمن الجميل،امتلأت مساحاتها وامتزجت بأحاسيس الوفاء ورد الإعتبار للكلمة الصادقة واللحن الراقي والأداء السخي لأغاني مغربية تحمل بين طياتها فضاءات وسياقات المتعة والإبداع المؤطرين برقي الرواد الذين أسسوا لفعل فني ساحر، أعطى للساحة الفنية شموخا وسموا. بهذه السهرة الطربية الخاصة بتكريم الأغنية المغربية، تكون جمعية عشاق الطرب الاصيل قد دشنت لحركة فنية ونهضة موسيقية تشكر عليها.حيث كانت ليلة الاثنين 30 اكتوبر 2017 ببصمة الرقي والخلق والإبداع، وبعنوان الحفاظ على التراث الموسيقي المغربي لرد الإعتبار للأغنية المغربية واستحضار إبداعات الرواد من خلال طبق موسيقي حافل بالمفاجآت والتنوع،ساهم فيه جمهور راقي سميع يعشق الكلمة الجميلة ذات معنى إنساني ينفذ إلى دواخلنا لإيقاظ خلايا الإبداع الموجودة فينا، من خلال طبق فني جميل جدا اختارته اللجنة الفنية التابعة للجمعية التي يشرف عليها المايسترو صلاح الشرقاوي .حيث تم النبش في الريبرتوار الموسيقي المغربي واستخراج أجمل الأغاني التي ألهبت حماس الأجيال المتعاقبة منذ الخمسينيات إلى الآن . وهكذا كان للجمهور الذي ملأ جنبات قاعة مسرح قصر الرياض بالدار البيضاء فرصة الإستماع الى الفنانات والفنانين محمد بنقانية الذي أدى اغنيتي "حبيبي تعالى" للموسيقار أحمد البيضاوي و "سولت عليك العود والناي" للراحل إسماعيل أحمد والمطرب الشاب يوسف نبيل الذي غنى رائعتي الفنان عبد الوهاب الدكالي "الولف صعيب" و "كتعجبني". أما المطرب جواد بنونة فقد أتحف الجمهور بأدائه الرائع لتحفتي عبد الهادي بلخياط "الشاطئ" و "كيفاش يمكن قلبي ينساك" ..نفس الإبداع ونفس الرقي وزعتهما الفنانة زينب ياسر من خلال أغنية "مشى غزالي ولا رجع" لعميد الأغنية المغربية عبد الوهاب الدكالي و"مامنك زوج" لعبد الهادي بلخياط..قبل أن يقف عبد العالي أنور على الخشبة ليؤدي أغاني "كأس البلار" للراحل المعطي بن قاسم و"الماء يجري قدامي" لبهيجة ادريس..لتعطى الفرصة للفنانة سعيدة جمال من أجل أداء اغنية "الخاتم" للفنانة الرائعة نعيمة سميح و"الله عليها قصارة" للفنانة غيثة بنعبد السلام.واختتمت الفنانة نزهة الشعباوي السهرة بأداء أغاني " غاب علي لهلال"و"يابنت لمدينة". رافقت هؤلاء الفنانين الفرقة المغربية للموسيقى العربية برئاسة المايسترو صلاح الشرقاوي الذي عبر لجريدة الأحداث المغربية وموقع أحداث أنفو عن سعادته لنجاح هذه السهرة الطربية التي تدخل في إطار الاحتفاء بالزمن الجميل واستحضار الأغاني الخالدة ورد الإعتبار للرواد من خلال تقديم طبق موسيقي راقي يرجع بنا إلى أيام الكلمة الراقية واللحن الجميل."كانت كل هذه الأغاني تثير فضولنا وترغمنا على الإستماع اليها عير أثير الراديو. هي بالنسبة الي ذكريات خالدة...نريد إعادتها للجيل الحاضر قصد تهذيب ذوقه الذي افسدته بعض الأعمال الفنية الساقطة..ونحن نطمح داخل جمعية عشاق الطرب الاصيل الى الإبقاء على الطرب الاصيل وتأطيره والحفاظ عليه وتطويره وتكوين الأجيال الحاضرة والقادمة وتوجيهها نحو الفن الراقي.