أحالت المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بالرشيدية تاجر مخدرات و حماته على وكيل الملك بابتدائية عاصمة درعة تافيلالت الذي قرر إيداعهما السجن المحلي ومتابعتهما في حالة اعتقال بتهم تتعلق ب"ترويج المخدرات على الصعيد الوطني و المشاركة". تاجر المخدرات، الذي يجر وراءه سوابق قضائية في الاتجار بالمخدرات، اختار لنفسه التخصص في بيع الحشيش بالجملة لمن يرغب في ذلك من صغار "البزناسة" الذين يلجؤون إليه للتزود ب"الزطلة" التي كان لا يكتفي فقط بتوفيرها لمن يرغب فيها بل يتكلف أيضا بعملية نقلها للزبون انطلاقا من مدينة فاس التي اتخذها قاعدة خلفية لعملياته الإجرامية. و لأجل الإفلات من نقط التفتيش و المراقبة المنصوبة بمداخل المدن التي يجتازها اثناء نقل المخدرات، اهتدى الرجل إلى حيلة ذكية تقضي باستغلال حماته، البالغة من العمر 65 سنة، للتمويه على العناصر الأمنية المرابطة بالسدود القضائية. حيث كان يعمد لاصطحاب "نسيبتو" معه على متن السيارة المحملة بالمخدرات مقدما إياها على أنها والدته و أنه بصدد مرافقتها لزيارة أقارب لهما. و هي الحيلة التي انطلت على عدد من رجال الشرطة و الدرك الذين لم يقم أي منهم بتفتيش السيارة، على مر الأشهر الماضية، التي نجح خلالها البزناس في ممارسة نشاطه الإجرامي دون أن يقع في قبضة العدالة. ليستمر الرجل في عمليات متعددة لنقل المخدرات عبر التراب الوطني، إلى أن توصلت مصالح الشرطة القضائية بالرشيدية بإخبارية تفضح خطته الجهنمية و أنه بصدد نقل كميات مهمة من المخدرات من فاس إلى أحد زبائنه بورزازت مرورا عبر الرشيدية. و هي الإخبارية التي تعاملت بها المصالح الامنية بالجدية الازمة، حيث تم وضع خطة للإيقاع ب"البزناس و نسيبتو" من خلال نصب سدود قضائية بمداخل المدينة، سرعان ما أتت ثمارها، عندما تقدمت السيارة المعلومة و على متنها "البزناس" و إلى جواره رفيقة رحلته التي كانت ترتدي نقابا و نظارات تغطي بها عينيها، حيث سارع الرجل إلى تقديمها إلى رجال الشرطة على أنها والدته و أنه بصدد مرافقتها لزيارة أحد الأولياء بتافيلالت. لكن الخطة لم تنطلي هذه المرة على رجال الأمن الذين سارعوا لاعتقال المهرب و شريكته، و إخضاع سيارة "فياط" التي كانا على متنها لتفتيش دقيق سرعان ما كشف أن المقعد الذي كان تجلس عليها الحماة كان في الواقع مخبأ لحوالي 22 كلغ من مخدر الشيرا، ليتم توقيف المتهمين و تقديمهما للنيابة العامة المختصة.