غامر مفتش شرطة، من عناصر المصلحة الجهوية للشرطة القضائية بالرشيدية، بحياته من أجل إيقاف سيارة من نوع "صطافيط" محملة بكميات ضخمة من المخدرات، كشفت معلومات دقيقة وفرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أنها كانت قادمة من شمال المغرب في اتجاه منطقة الجنوب الشرقي عبر مدينة الراشيدية. المفتش المذكور حاول اعتراض السيارة بأحد السدود القضائية التي وضعتها المصالح الأمنية بمداخل الراشيدية، ليتفاجأ بالسائق و هو يرفض الامتثال لتعليمات الشرطة ويقتحم بسيارته السد، مما حدا بالشرطي للتعلق بنافذة السيارة التي واصل صاحبها الاندفاع بها بسرعة جنونية غير آبه بالشرطي المتشبث بها، و الذي وجد نفسه مسحولا لمسافة بعيدة. اضطر لإشهار سلاحه الوظيفي و إطلاق رصاصة تحذيرية في محاولة أخيرة لإرغام المهرب على إيقاف السيارة، لكن ذلك لم يزد السائق إلا إصرارا على الفرار من الكمين، ليجد الشرطي نفسه، في الأخير، مرغما على القفز من السيارة التي واصلت مسيرها عبر طريق غير معبدة، تاركة وراءها رجل الأمن ملقى على الأرض بعدما أصيب بجروح استدعت نقله لتلقي العلاج بالمستشفى الجهوي مولاي علي الشريف بالرشيدية. حدث كل ذلك في بضع ثوان، أمام أنظار زملاء المفتش الذين كانوا برفقته بالسد القضائي، و الذين ما لبث أن انطلقوا على متن ثلاث عربات، في أعقاب السيارة الهاربة، في وقت تكلفت ثلاث عربات أخرى بمطاردة سيارة استطلاع صغيرة كانت العناصر الأمنية قد رصدتها مسبقا و سمحت لها بالمرور لعلمها أن مهمة سائق تتمثل في رصد و مراقبة "الصطافيط" المحملة بالمخدرات. و هي المطاردات التي انتهت بتوقيف السيارتين الهاربتين بكل من أرفود، بالنسبة لسيارة الاستطلاع، و بني تجيت، على بعد 170 كيلومترا في الشمال الشرقي لمدينة الراشيدية، التي تم العثور بها على "للصطافيط" بعدما تخلى عنها سائقها. ليكشف تفتيشها عن غنيمة ثمينة عبارة طن من مخدر الحشيش، مكنت التحريات الأمنية لاحقا من تحديد هوية السائق، البالغ من العمر 44 سنة، و اعتقاله للاشتباه في ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في مجال الاتجار الدولي في المخدرات والمؤثرات العقلية.