في مثل هذا اليوم من العام 1909 رأى النور بمدينة توزر، شاعر تونس الخالد أبو القاسم الشابي ، ورغم وفاته في سن مبكرة عن 25 سنة ، إلا أنه سيظل إلى الأبد شاعر الثوار العرب في كل مكان و زمان بفضل رائعته "نشيد الحياة" التي يقول في مطلعها : "إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.. ولابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر". وكان والد الشابي، الشيخ محمد الشابي، قد قضي حياته الوظيفية في القضاء بمختلف المدن التونسية، ففي 1910 عين قاضيًا في سليانة، ثم في قفصة في العام التالي، ثم في قابس سنة 1914، ثم في جبال تالة في 1917، ثم في مجاز الباب في 1918، ثم في رأس الجبل سنة 1924. ثم نقل إلى بلدة زغوان سنة 1927، وكانت أسرته تصحبه وابنه البكر الشابي، ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان حتي يوليو 1929، حينما مرض مرضه الأخير ورغب في العودة إلى توزر، ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلًا بعد رجوعه إلى توزر، فقد توفي في 8 سبتمبر 1929. وكان الشيخ محمد الشابي رجلًا صالحًا تقيًا، يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل، وفي هذا الجو نشأ أبوالقاسم الشابي، ومن المعروف أن للشابي ثلاثة أخوة هم محمد الأمين وعبدالله وعبدالحميد، وكان الأمين الشابي أول وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد الاستقلال، في الفترة من عام 1956 إلى 1958. وقد تخرج أبوالقاسم الشابي في جامعة الزيتونة، أعرق الجامعات العربية، ولم يكن يعلم حينها أن قلبه مريض، وظهرت عليه أعراض المرض واضحة في 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد أبوالقاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك. وذهب «الشابي» برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري، الذي حذر الشابي من عواقب الإجهادالفكري والبدني، لكن «الشابي» امتثل لرغبة أبيه وعقد قرانه وقضى صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفيًا، وكان يصحبه أخوه محمد الأمين، ثم عاد بعد ذلك إلى توزر. وفي العام التالي، اصطاف في المشروحة، إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري، وهي منطقة مرتفعة عن سطح البحر تشرف على مساحات مترامية، ومع مجيء الخريف عاد إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن حالته الصحية ظلت تسوء حتي آخر1933، ولازم الفراش حتى إذا مر الشتاء ببرده وجاء الربيع ذهب إلى الحمّة أو الحامه (حامة توزر)، طالبًا الراحة والشفاء من مرضه المجهول، وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد فنادقها نصحه الأطباء بأن يذهب إلى أريانة ذات الهواء الجاف، ولكن حالته ظلت تسوء. ويتميز شعر «الشابي» بالرومانسية وعمق المعني مع سهولة معجمه اللغوي، ومن قصائده المغناة قصيدة «إرادة الحياة» و«إلى طغاة العالم»، غناء لطيفة، و«اسكني يا جراح»، غناء أمينة فاخت وأبوبكر سالم بلفقيه، و«عذبةٌ أنت»، غناء المطرب محمد عبده، وقد توفي في مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في التاسع من أكتوبر 1934، ونقل جثمانه إلى توزر ودفن فيها.
من مواليد هذا اليوم: 1831 - ليو فون كابريفي: مستشار ألمانيا. 1872 - حافظ إبراهيم: شاعر مصرى.
من الراحلين عنا في مثل هذا اليوم : 1815 - روبرت فلتون، مهند: ومخترع أمريكي. 1856 - نيكولاي لوباتشيفسكي: عالم رياضيات روسي.