لم يكن يدرك أنها بهذا الحال: قاسية جاحدة وناسية لتفاصيل السنوات بحلوها ومرها، متغاضية عن أحلى الذكريات وأقسى اللحظات، حين غادرها قبل ثلاث سنوات.. لم يكن يعلم أنه سيلج أبوابها ويعبر ممراتها ويجدد العهد مع ميكروفون تواطئ معه على امتداد عقود شغل فيها العديد من المناصب قبل أن يحال على التقاعد وهو يتولى منصب مدير للبرامج والبرمجة بالإذاعة الوطنية.. كذلك كان شعور الإعلامي الرياضي القدير امحمد العزاوي، حين ولوجه مبنى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يوم الاثنين الماضي لتسجيل حلقة تكريمية خاصة بأحد الإعلاميين الرياضيين المغاربة البارزين، سطرتها مصلحة الإنتاج العربي بالإذاعة الوطنية ضمن مجموعة برامج أخرى تواكب الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة المتزامن الذي أقرته منظمة اليونيسكو تزامنا مع 13 فبراير من كل سنة، واختارت له هذه السنة موضوع "الإذاعة والرياضة". حلقة، تبث اليوم على أمواج الإذاعة الوطنية ابتداء من التاسعة مساء، كلفت بإنجازها الإعلامية أسمهان عمور التي خصصتها لمسار الإعلامي الرياضي القدير امحمد العزاوي باعتباره رجلا إعلاميا ممارسا ومحللا، تخرج من المعهد العالي للصحافة سنة 1980. شغل منصب رئيس مصلحة الرياضة ثم قسم الرياضة فمديرا للبرامج والبرمجة بالإذاعة الوطنية، دون إغفال شغله منصب نائب رئيس الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، وعضوا في لجنة المعلقين بالاتحاد العربي وتوليه حاليا رئاسة تحرير الموقع الإلكتروني "إنصاف برس". و رغم المسار المشرف والمحطات المتميزة التي أهلت الإعلامي امحمد العزاوي لاستحقاق وسام ملكي في الرياضة من قبل الملك الراحل الحسن الثاني، فإن المتدخلين (بلعيد بوميد وحميد بوش وأحمد باعقيل) في الحلقة عابوا على الجهات المسؤولة عدم الاستفادة من خبرات الرجل في مجال التأطير والتكوين والتحليل الرياضي، مع حث العزاوي على إصدار كتاب يدون فيه ذكرياته مع ميكروفون الإعلام الرياضي