عام 2011، اتصل دونالد ترامب بباولا وايت للحصول على التوجيه والإرشاد بشأن الترشح للانتخابات الرئاسية في العام التالي ضد باراك أوباما، وقال لها: "هل يمكنك أن تحضري إلي بعض الأشخاص للصلاة؟ أريد حقاً أن أسمع من الله". لبّت وايت رغبته، وجمعت 30 قساً يمثلون مختلف التقاليد الإنجيلية في برج ترامب بمنهاتن. وبعد جلسة الصلاة، قالت لترامب: "أعتقد أن الوقت ليس مناسباً". أخذ ترامب بنصيحتها، ووعدته بإجراء هذه الصلاة من جديد بعد أربعة أعوام. وفي سبتمبر 2015، جمعت وايت قيادات دينية في برج ترامب وأجرت الصلاة المعهودة، لتخرج بحكم جديد: "أصبحت الآن جاهزاً لخوض الانتخابات". وفي عصر يوم من أيام يوليو 2017، ترأست صلاة أخرى لجمهور مكوّن من 25 قسيساً من الكنيسة المعمدانية الجنوبية (كنيسة تضم نحو 16 مليوناً وتأسست في أمريكا في منتصف القرن التاسع عشر)، داخل غرفة استقبال دبلوماسية مزخرفة في مبنى آيزنهاور للمكاتب التنفيذية، على بعد خطوات من البيت الأبيض. وايت التي توصَف بأنها المستشارة الروحية لترامب تترأس حالياً فريقاً من 35 قسيساً إنجيلياً وناشطاً ورئيساً لمنظمات مسيحية لإعطاء المشورة للرئيس الجمهوري. تحظى وايت بميزة القدرة على الوصول إلى ترامب بسهولة. تتباهى بذلك وتردد على مسامع الحاضرين في المجلس: "الرئيس يقول لكم مرحباً، لقد كنت معه في أول شيء يفعله هذا الصباح". باولا وايت تبشّر بأن ترامب مختار من الله لحكم الولاياتالمتحدة. عرفها الرئيس الأمريكي الحالي قبل عقد ونصف العقد تقريباً وآمن بقدراتها. وفي العام الماضي، في 20 يناير 2017، قادت وايت الأمة الأمريكية بأكملها في الصلاة المعقودة خلال تنصيب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدةالأمريكية. وبنبرتها القوية والحماسية، رددت وايت أمام الآلاف من الحاضرين، وهي تنظر إلى الأعلى رافعة يدها: "أبانا في السماء، نطلب منك أن تمنح رئيسنا ترامب الحكمة الضرورية لقيادة هذه الأمة العظيمة". أصبحت وايت أول سيدة في تاريخ الولاياتالمتحدة تلقي دعاء تنصيب رئيس. تبلغ وايت من العمر 51 عاماً. لم تتخيل هذه الفتاة التي عانت من التشرّد في طفولتها أن كلمتها ستكون مسموعة إلى هذا الحد، ولا أنها ستشارك في اتخاذ قرارات هامة ومصيرية في إدارة ترامب، على رأسها قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. تبيّن صحيفة "واشنطن بوست" أنه بسبب وايت، حظي الإنجيليون بفرصة غير مسبوقة ليكون صوتهم مسموعاً في المكتب البيضاوي. يقول رئيس الرابطة الأمريكية للمستشارين المسيحيين تيم كلينتون خلال اجتماع خاص بترامب: "الله هو مَن وضع باولا في هذه المكانة الفريدة في مثل هذا التوقيت".