بدا على ملامحها الكثير من الحماس والفرح والسعادة، وهي تجلس رفقة بلال مرميد في بلاطو FBM الذي بثته قناة ميدي1تيفي يوم الجمعة 19 يناير 2018 . كانت مستعدة لقول كل شيء وتخرج ما بداخلها من حسرة وشعور ب"الحكرة" و اللامبالاة من طرف القائمين على الشأن الفني ببلادنا،وحكم المخرجين غير المنطقي وغير العادل لكفاءاتها ومؤهلاتها في مجال التشخيص ومنحها أدوار صغيرة في مختلف الأعمال التي قدمتها حتى الآن. "فليفلة" كما يحب أن يلقبها محبوها لا تتكلم كثيرا و تحاول التكتم على أسرارها بكل عفة وأنفة..لكن خلال هذه الحلقة، أحست وهي أمام بلال مرميد بالإطمئان والراحة، وسافرت معه حيث أرادت هي، لأنه ترك لها الفسيح من الفضاءات من أجل البوح ..لم يكن في نيته توريطها في أمور تقنية صعبة ،كما يفعل مع ضيوفه..إلا أنها ومن غير عادتها تريثت في الخوض في قضايا تظن أنها غير محسوبة العواقب...رغم كل هذا فبلال تعامل مع الفنانة زهور السليماني الممثلة العصامية والإنسانة المتواضعة التي تحب الجميع بكل احترام وسلاسة.. حوار غير متكافئ ،وضع البرنامج في خانة البرامج الحوارية العادية وكاد يمس التيمة الإحترافية الذي أسس عليها FBM . كان بلال يدرك كل هذا، لكن شخصية الضيفة أرغمته على التخلي شيئا ما على المجازفة وفتح أبواب تقنية صرفة يدخلها هو فقط دون ضيفته...وهذا مالاحظنا من خلال الأسئلة التي كانت تبدو في شكلها بسيطة، لكن عمقها أكاديمي، لم تلقى التجاوب الكافي من طرف زهور السليماني..وهو ما كان يدفع ببلال إلى تبسيط الأمور أكثر فأكثر.خاصة عندما بدأ البرنامج بالتحدث عن المنافسة بين الممثلات والممثلين وإشكالية التكوين والتكوين المستمر ومسؤولية القائمين على الشأن الفني في بلورة تصور استراتيجي لترسيخ نوع من تكافؤ الفرص بين الممثلات والممثلين العصاميين وخريجي المعاهد الفنية..وهوما أجابت عنه الضيفة بكل بساطة...."انا منتسناش حتى يجي نصراني باش يكوني..". لولا يقظة بلال مرميد الذي تمكن في أخر المطاف من إنقاد ما يمكن إنقاده ،باعتماده أسلوب مبسط،جعل " فليفلة" تعبر معه بأمان،رغم أن المهمة لم تكن بالسهلة. على العموم ،نجح البرنامج في إخراج الفنانة زهور السليماني من قوقعتها لتعبر بشكل بسيط عن هموم الفنانات والفنانين،ومعاناتهم الشاقة للعثور على مكان مريح وسط الساحة الفنية.