كانت تراكمات نور الدين بكر ابتداء من عمله مع الراحل عصفور ودخوله مرحلة الهواية مع عبد العظيم الشناوي،مرورا بالطيب الصديقي إلى مسرح الحي،وكذا ظروفه الصحية،جواجز منعت بلال مرميد من إخراج سوطه الذي عادة ما يشهره لجلد المغامرين الذين يتجرؤون على المرور من برنامجه (في مواجهة بلال مرميد)،ويخرجون منه في النهاية إما بالدموع أو الدهشة،ويقرون أن قبولهم مواجهة الجلاد ماهي إلا (خفة الرجل). وكانت كذلك عوامل استحضرها بلال مرميد، ليقرر إغماد سيفه البتار، ولو لحين ،احتراما لشخصية ضيفه البريئة،وكلامه الشفاف الذي يصل في بعض الأحيان إلى قبول الإنتقادات بصدر رحب،إلى المشاركة فيها،وتقمص دور الناقد،فيقوم بجلد ذاته.لأن صاحبنا قدم الكثير للفن من دون أن يلوي على شيء.فهو لا يحب العناد ولغة الخشب التي يختبئ وراءها بعض الفنانين.لهذا كان النقاش خلال حلقة برنامج FBM التي بثته قناة ميدي 1 تيفي يوم الجمعة 31 مارس 2017 مؤطرا بلمسات سحرية إنسانية،وهذا راجع لكون ضيفنا قد خرج من وعكة صحية،ورغم ذلك اختار الجلوس أمام بلال،كأنه يسابق الزمن لملاقاة محبيه. رغم كل هذا فنور الدين بكر، سلط الضوء على جوانب من مساره الفني الحافل بالانجازات، والانكسارت،التي استعملها بلال مرميد لإعطائه فرصة البوح،بعدما استنبطا تجربة مسرح الحي الرائدة، التي كانت فضاء للتصالح مع الجمهور،من خلال مسرح شعبي واقعي ،وكيف أجهضت" والله ياأخي بلال معرفتش كيفاش التجربة فشلات، رغم أننا ملكنا الناس بأعمالنا الحية الإجتماعية ديال الشعب ..أنا كنت مكلف بالسينوغرافية،عاجل كان المخرج،وفلان هو الرئيس المسؤول عن الفرقة،منقدرش ندخل معك في الحيثيات". وعن أدواره التي لم يكن مقتنعا بها والتي كانت منحصرة غالبا في تقمص دور شخصية أمازيغية،بدا الضيف والصجفي متحسرين على ضياع أدوار أخرى،كان من المفروض على المخرجين اكتشافها بداخل بكر،فهو يمتلك قدرات فطرية لتشخيص أدوار أكبر من ذلك" معمر شي واحد من السيناريست أو المخرجين،كتبوا شي دور مفصل علي،لقيت راسي في البيسري بين محماد وصويلح،بقيت كنضحك حتى هجرتو،كاع الصبابط لي حطوهم لي لبستهم،علاش انا مع الطيب الصديقي،لم أتقمص دور الشلح؟". للتوضيح أكثر،حاول بلال مرميد العزف على الوتر الحساس،بعدما غلف سؤاله "أش استفدتي من هادشي ؟ ماهي الظروف التي جعلت منك رقما بسيطا؟"رغم تجربته الكبيرة،التي ابتدأت من مرافقته لتجربة ناس الغيوان منذ انطلاقتها،واحتكاكه مع نصوص راقية داخل مدرسة الطيب الصديقي،من خلال نصوص تجريبية تراثية، مستنبطة من المسرح العالمي" كون كنتي في بلاصة اخرى ،كون تعاملوا معك المخرجين بطريقة أخرى،ويعتبرونك منجما لاستخراج معادن نفيسة في ميدان الأداء والتشخيص". جواب بكر كان مركزا في جملة واحدة" أنا بحال داك الدري لي مشى عليه باه،أوبقا دايع في الزناقي،معندوش شي مأوى فين يسكن،من بعد الطيب الصديقي،لقيت راسي في عالم كل واحد يقلب على مصلحتو،مشى الفن،مكانتش عندي اختيارات اخرى،مشيت معهم على حساب معطياتهم، J AVAIS PAS LE CHOIX ولى داكشي تجاري التبزنيس،الواد لي دانا ماخلانا". لحظات البرنامج المؤثرة كانت عندما قدم بلال مرميد ثلاث صور تخص كل الفنانين ثريا جبران وحسن نرايس ومصطفى سلمات،لم يستطع نور الدين بكر معها إخفاء دموعه ،وإبداء إعجابه تجاه هؤلاء الرواد. كعادته ،استغل بلال الفرصة ليرسل رسائل مشفرة إلى المسؤولين على تنفيذ الإنتاج الذين يتصرفون في المال العام في الإنتاجات الوطنية لقبول دعوته والمرور في برنامج FBM.